كتب : عبده الشربيني حمام
وجّه ناشطون سياسيون بدول الخليج أصابع الاتّهام إلى حركة حماس على خلفيّة ما وصفوها الحملة الممنهجة التي شنّتها على الدّول الموقّعة لاتفاقيّات السلام الأخيرة مع إسرائيل.
من جهة يعتبر قياديّو حماس أنّ ما تقوم به دول الخليج من تطبيع علنيّ مع إسرائيل خيانةً للقضية الفلسطينية. من جهة ثانية، يرفض النشطاء الإماراتيّون والبحرينيّون هذه الاتهامات، خاصّة وأنّ الضفّة الغربيّة ظلّت لزمن طويل “مطبّعة” مع إسرائيل دون أيّ حملات ممنهجة للنيل من أصحاب القرار هناك ودون اعتبار ذلك قرارًا خاطئًا في الضفة الغربيّة.
يزداد الوضع تعقيدًا في فلسطين يومًا بعد يوم. يعتقد الكثير أنّ فلسطين لم تُجد تقدير موقفها السياسيّ مؤخّرًا، وأنّها بالعداء العلنيّ لدول الخليج تتخذ “مسار اللاعودة” وستخسر بذلك الكثير ولن تربح في المقابل شيئا سوى إرضاء الغضب الشعبيّ على خلفيّة حملة التطبيع الأخيرة. هذا وقد اتهم عدد كبير من المسؤولين الخليجييّن حماس، واعتبروها المسؤول وراء الحملة الإعلامية الممنهجة ضدّ القادة العرب.
في ذات الاطار فقد وصف احد الصحفيّن الفلسطينيّن مؤخرا على صفحته الخاصّة على الفايسبوك تصرف القيادة في رام بالله بالتسرع , مؤكدا عن وجود دعوات من بعض المسؤولين السياسيّين في الضفّة الغربيّة لإقناع السلطة برام الله بالابتعاد عن المشاحنات وخلق العداوات غير الضروريّة مع دول الجوار. وأضاف إلى ذلك قائلًا أنّ حماس تحاول دفع السلطة إلى الصدام مع دول الجوار، الأمر الذي سينعكس سلبا على فلسطين على المدى الطويل
وقد تناقلت مواقع إعلاميّة ما اعتبرته “كواليس الحملة الممنهجة التي تشنّها حماس على القيادات العربيّة بشكل عام و الخليجية بشكل خاص”،يقودها”حازم قاسم”، الناطق الرسميّ باسم حركة حماس في غزّة، وقد عُرف قاسم بكونه أحد أشدّ المعارضين لخصوم إيران من دول الخليج.
يُجمع الخبراء السياسيون في منطقة الشرق الأوسط على ضرورة اتخاذ فلسطين موقفا دبلوماسيّا وسياسيّا حكيمًا في هذه الفترة بالذات. القرارات الخاطئة والمتعجّلة قد تعني خسارة عُظمى لفلسطين لا يمكن تعويضها. في حين أنّ الخيارات المتّزنة والحكيمة بوسعها خدمة القضيّة الفلسطينية بل والترويج لها كقضيّة عادلة ينبغي الوقوف إلى جانبها لا تجاهلها.