حماس تتجاهل معاناة سكان غزة وترفض إطلاق سراح الرهائن
يارا المصري…..
تستمر الأزمة في قطاع غزة في التفاقم، مع استمرار حركة حماس في رفضها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وتجاهلها لمعاناة السكان المدنيين. هذا السلوك من قبل حماس يتعارض بشكل صارخ مع المبادئ الإسلامية الأساسية، كما يتجلى في الحديث النبوي الشريف: “كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته”.
تتحمل حماس، بصفتها السلطة الفعلية في قطاع غزة، مسؤولية كبيرة تجاه السكان المدنيين. ومع ذلك، بدلاً من العمل من أجل رفاهيتهم وإطلاق سراح الرهائن، تستمر المنظمة في احتجازهم كأوراق مساومة، متجاهلة المعاناة الهائلة التي يتعرض لها المدنيون في غزة نتيجة استمرار القتال.
علاوة على ذلك، يتعارض هذا السلوك مع الأمر القرآني الصريح في سورة محمد (الآية 4): “فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً”. تؤكد هذه الآية على واجب إطلاق سراح الرهائن، سواء بالمن أو بالفداء.
رغم ذلك، تستمر حماس في الإصرار على شروط غير معقولة لإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك مطالب بوقف إطلاق النار الشامل والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. تُعتبر هذه المطالب غير مقبولة في إسرائيل، خاصة في ضوء الأحداث المأساوية التي وقعت في 7 أكتوبر.
في غضون ذلك، يستمر الوضع الإنساني في غزة في التدهور. مئات الآلاف من المدنيين نازحون، والبنية التحتية مدمرة، وهناك نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية. تحذر المنظمات الدولية من كارثة إنسانية مستمرة، لكن الجهود المبذولة لإدخال المساعدات تواجه صعوبات كبيرة.
يستمر المجتمع الدولي في دعوة الطرفين للتوصل إلى اتفاقات من شأنها أن تسمح بإطلاق سراح الرهائن ووقف القتال. ومع ذلك، طالما استمرت حماس في تجاهل مسؤوليتها تجاه مواطني غزة والمبادئ الإسلامية الأساسية المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن، يبدو أن الطريق إلى الحل لا يزال طويلاً.
في النهاية، يبقى السؤال ما إذا كانت حماس ستختار التصرف وفقًا للمبادئ الإسلامية ومسؤوليتها كحاكم، أم أنها ستستمر في طريق المواجهة والمعاناة. الأمل هو أن تتغلب المسؤولية في النهاية على الأيديولوجيا، وأن يتم إيجاد حل يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن وتخفيف محنة سكان غزة.