كتب : محمد الشويخ
حضارتنا المصرية …. رموز وأساطير
لانها حضارة غنية ذات لغة ثرية , لذا تنوعت مفرداتها لتشمل كل عناصر الكون ابتداء من النجوم والقمر والكواكب فى السماء المظلمة والشمس والسحاب فى النهار المشرق الى كل ما يدب على ظهر الارض من نبات وحيوان ومظاهر طبيعة متنوعة ،وقد افردنا تلك السلسلة لعرض شامل للرمز والأسطورة فى مصر القديمة .
“سشن” هو المنطوق الهيروغليفي لزهرة اللوتس وكان ثمة نوعان من ازهار اللوتس او “زنبق الماء” ضمن نباتات مصر الطبيعية وهما اللوتس الابيض ويعرف ببراعمه وبتلاته المدورة ,
واللوتس الازرق ويعرف ببراعمه المدببة بدرجة اكبر وبتلاته الدقيقة اما اللوتس الاحمر فقد ادخل من بلاد الفرس الى مصر فى فترة متأخرة وبينما يمثل كل من اللوتس الأبيض واللوتس الأزرق فى الفن المصرى الكلاسيكى , يظهر لنا اللوتس الأحمر على نحو متكرر فوق الآثار الهلينستية .
واللوتس يقفل فى الليل ويغرق تحت الماء وينهض من نومه ويتفتح ثانية فى الفجر فاصبح بذلك رمزا طبيعيا للشمس والخليقة وبحسب أسطورة من مدينة الأشمونين فأن زهرة لوتس عملاقة قد نشأت اولا من المياة البدائية ومنها أشرقت الشمس نفسها التى تولد كل يوم ممثلة فى طفل فوق زهرة لوتس كما فى الفصل 15 من كتاب الموتى موحدا مع الاله نفرتم (اله الرائحه الزكية) وبذلك ارتبطت زهرة اللوتس بالولادة الجديدة فيظهر احيانا فوقها ابناء حورس الأربعة وهى تسبح فى بركة ماء امام عرش اوزيريس .
وباعتبارها اجمل الازهار المصرية تظهر زهرة اللوتس ايضا فى مشاهد لا تحصى عددا للقرابين وفى معظم رسومات مآدب المقبرة للدولة الحديثة حيث ترسم الزهرة غالبا وهى موضوعة فوق قوارير الخمر وربما تكون عصارتها استخدمت فى صنع الخمر بسبب صفاتها المخدرة المعتدلة فلقد كانت موضوعا محببا لتصميم طاسات وكاسات الخمر والمصابيح مثل مصباح توت عنخ امون المرمرى الذى يمثل نبات اللوتس مع اوراقه وازهاره وبراعمه البارزة من قاع بركة ماء راكدة .
وتظهر زهرة اللوتس كعنصر زخرفى بحت فى الصدريات والافاريز المعمارية وهى مقلوبة فى المعتاد او تمثل كانها نامية فى موطنها المائى كما هو الحال فى رؤوس الاعمدة بالمعابد وفى مشاهد رمزية لعملية الخلق والولادة والبعث الجديد ونرى فى تلك المشاهد زهرة اللوتس فى وضعها الطافى المستقيم فوق سطح الماء .