حرب الصواريخ وهالة اسرائيل الواهية
بقلم – خالد السلامي
منذ داهمت السياسة أفكارنا كمتابعين غير ممارسين لها ونحن نتهيب كلما ذكر اسم اسرائيل أمامنا ، لما يرافقه من هالة مرعبة من التهويل والترويع الذي نسمعه عنها طيلة أكثر من سبعين سنة من عمرها البغيض ، والذي لن تعيش أكثر منه بإذن الله ولوقوف كل القوى الكبرى معها لحمايتها ولما تمتلكه من تكنولوجيا عسكرية متقدمة ، وقوة مراقبة عسكرية والكترونية لكل حدودها البحرية والبرية والجوية ، ولما نراه من بطش بالفلسطينين طيلة فترة الاحتلال ولما صورته لنا هزيمة حزيران ١٩٦٧ او ماسمي بحرب الأيام الستة التي أنهت بها تلك الدمية الملمعة ظاهريا ( اسرائيل ) قوة مصر ودول المواجهة حينها وكذلك بسبب الارتباطات الوثيقة لبعض الحكام العرب سريا بالصهيونية العالمية التي اتضحت جليا فيما بعد من خلال تهافتهم لعقد اتفاقات (سلام) مع اسرائيل .
فتكونت لدينا صورة مرعبة عنها بانها القوة التي لاتقهر مما وَلَّد لدى العرب عموما حالة من اليأس الابدي والاحساس بالضعف الازلي تجاهها رغم كل مايمتلكونه من عوامل القوة كالقوة البشرية الهائلة مقابل قوتهم التي لاتكاد تذكر امام الكم البشري العربي الهائل وسيطرتهم على اهم الممرات البرية والبحرية والجوية في العالم فضلا عن امتلاكهم النفط والأموال الذين يعتبران من أهم أسلحة المعركة .
فجاءت معركة القدس والاقصى والشيخ جراح وغزة الحالية لتثبت لنا كم كنا واهمين بِرُعْبِنا من تلك الهالة الكاذبة التي تغلف كيان اسرائيل الذي يحتل قلب أمتنا النابض منذ اكثر من ٧٣ سنة وكم هي خاوية قبتها الحديدية التي اخترقتها الاف الصوايخ المنطلقة من غزة تجاه عاصمة الاحتلال ومدنه وكذلك كشفت وهن وخوار امكانياته الاستخبارية والرقابية لحماية حدود وسواحل ومنافذ مناطق احتلاله من خلال تدفق هذا الكم الهائل من الصواريخ الى الداخل الفلسطيني بغض النظر عن مصادرها.
إن مايجري الآن على أرض فلسطين من معارك مشرفة فعلا أثبت للعالم عموما والعرب الخائفين خصوصا أن معركة التحرير ليس معركة خاطفة ولامعركة تكنولوجيا وقباب حديدية انما هي معركة النفس الطويل الذي يعتمد على القصف البعيد خصوصا وأن العرب يمتلكون عمقا استيراتيجيا كبيرا مقابل عمق اسرائيل الذي لايكاد يذكر تجاه العمق العربي يضاف له العمق الاسلامي الواسع لو فكرت الدول الاسلامية فعلا في نصرتهم.
فمعركة اليوم أثبتت أن قوة اسرائيل لاطاقة لها بالمطاولة وكلما طال أمد المعركة خارت تلك القوة وانهارت وخصوصا مع ثورة الشباب العربي الفلسطيني داخل الكيان الاسرائيلي التي ارعبت قادته السياسيين والعسكريين على حد سواء.