حديث الصباح
أشرف عمر
طلب الدعاء من أهل الصلاح
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله قال: جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ ، إنِّي أُريدُ سفَرًا فزوِّدني. فقالَ:
{ زوَّدَكَ اللَّهُ التَّقوى ، قالَ: زِدني ، قالَ: وغَفرَ ذنبَكَ قالَ: زِدني قالَ: ويسَّرَ لَكَ الخيرَ حيثُما كنتَ }.
حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ التِرمِذِي، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.
شرح الحديث:
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم حَريصينَ على أنْ يَدعوَ لهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالخيرِ في سَفَرِهِمْ وحَضَرِهِمْ؛ رَجاءَ حُصولِ الخيرِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي أَنَسٌ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّه “جاء رَجُلٌ” أي: قَدِمَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال له: يا رسولَ اللهِ: “إنِّي أُريدُ سَفَرًا”، أي: إني أبْتَغي سَفَرًا؛ “فزوِّدْني”، أي: قُلْ لي قولًا أَسْتعينُ بِهِ على سَفَري هذا، وقيل: أي: أَطْلُبُ مِنْكَ دَعْوةً لي في سَفَري، فدعا له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: “زوَّدَكَ اللهُ”، أي: أَعْطاكَ اللهُ “التَّقوى” بفِعْلِ الطَّاعاتِ واجْتِنابِ المعاصي، بحيثُ تَجْعَلُ بينَكَ وبين عذابِ اللهِ وقايةً؛ فهي خيرُ زادٍ، وقيل معناه: رزَقَك اللهُ الاستغناءَ عن المخلوقِ، “فقال” أي: الرَّجُلُ: “زِدْني”، أي: مِنَ الدُّعاءِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم “وغَفَرَ ذَنْبَكَ”، أي: محا مَعْصيتَكَ، وخطيئتَكَ، فقال الرَّجُلُ مَرَّةً أخرى: “زِدْني” يا رسولَ اللهِ، “بأبي أنتَ وأُمِّي”، أي: أَفْديكَ بأبي وأُمِّي، “فقال” له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “ويَسَّر لَكَ الخيرَ حيثما كُنْتَ”، أي: سَهَّلَ لَكَ الخيرَ في دِينِكَ ودُنياكَ وآخِرَتِكَ؛ في أيِّ مَكانٍ نَزَلْتَ به، وفي أيِّ زمانٍ.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.