ثمرة الأسراء والمعراج ..( ابورجيلة)!
تعلمنا من رحلة الاسراء مابعد الصبر الا الجبر::
كتب : سامى ابورجيلة
الإسراء والمعراج هذا الحدث الذى أضاء بسببه العالم أجمع ، والذى فرق بين الغث والثمين، وبين الحق والباطل ، وبين مدعى الايمان والمؤمن الحقيقى .
تلك الرحلة وهذا الحدث العظيم وتلك المعجزة الكبرى التى حدثت فى جزء من الليلة وكانت نهايتها تلك الهدية العظيمة التى أهديت لرسول الله من ربه ، هدية له ولأمته ألا وهى الصلاة .
تلك الصلاة التى يتهاون فيها بعض المسلمين للأسف الشديد ولايعرفون عظم شأنها ، فجميع الفرائض كانت بواسطة جبريل ” عليه السلام ” إلا الصلاة فكانت مباشرة من اله الكون الى رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) بلا واسطة ، وهذا يدل على عظم شأنها وعظم مكانتها .
ورحلة الإسراء نستنبط منها دروس عظيمة ، ومواقف جليلة .
وأول الدروس :
الصبر :
أن الصبر على مايعترى المؤمن من محن وابتلاءات والمؤمن يعرف أن ذلك خير له ، ويعلم أنه مابعد الصبر الا الجبر .
لذلك يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
” عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس هذا لأحد الا للمؤمن ، فإن سره شئ شكر فكان خيرا له ، وإن بصره شئ صبر فكان خيرا له )
لذلك الصبر والصابرين لهم من الجزاء العظيم عند ربهم ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
وأن المؤمن يظهر معدته فى الشدائد ، وليس وقت الرخاء ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ، فإن أصابه خير أطمأن به ، وإن أصابته فتنة أنقلب على وجهه ، خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين )
فالننظر الى بعض ابتلاءات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
خرج من مكة بعدما اشتد به أذى قريش ، وأرادوا قتله ، وخرج مترجلا الى الطائف ، ومع ذلك وجد أسوأ مقابلة ومعاملة منهم ، فرجع ودمه ينزف ، وثيابه ممزقة ، والروث على رأسه ، وناجى ربه ودعاه، ورفض أن يمسهم أذى او سوء برغم مابه من آلام .
فكان الجبر من الله ، ورسالة من الله مفادها ( يامحمد لاتحزن ، فإذا كان مابك من أذى من قومك فنحن لن نتركك ، وإذا كان بعض اهل الأرض لفظوك ، فأهل السماء سيحتفوا بك . )
فكانت رحلة العجائب ( رحلة الاسراء والمعراج )