كتبت : ربيعة جوامع
لماذا التأكيد على هذه العلاقة؟
اذا كانت التربية والتعليم جزءا لا يتجزأ من عملية التنمية المستدامة، فانه لا يمكن تحقيق تنمية شاملة او مواطنة سليمة دون تعليم مناسب وعقلاني تجسيدا للمتطلبات الانسانية، وعلى اساس تكافؤ الفرص واشاعة الحريات واحترام مبدأ سيادة القانون وفصل السلطات واستقلال القضاء.
الحديث عن هذه العلاقة ليس جديدا ولكن كيف يمكننا ترجمة ربط المواطنة بالتعليم ربطا عمليا؟ لان المسألة لا تكمن فقط في توعية الفرد بحقوقه بل في توفير هذه الحقوق.
وقد ابرز العديد من الباحثين في بحوثهم العلاقة الايجابية بين المواطنة والتعليم. وهنا نشير الى الباحثة عبيد وهي تتحدث عن المجتمع المصري الذي على حد قولها في امس الحاجة الى ربط المواطنة بالتعليم خاصة انه عانى لعقود من الجهل والتخلف وعدم احترام الآخر، وغرس عددا من الافكار الخاطئة في نفوس التلاميذ، مما ترتب عليه تنشئة اجيال تجهل الآخر في الوطن رغم انه شريكه، وانتشرت مفاهيم مغلوطة ساعدت على نشر التمييز، حتى اصبح سلوكا قبل ان يكون سياسات من الدولة.
من بين أهم الكلمات التي حظيت باهتمام كبير من العالم برمته في العقدين الأخيرين كانت كلمة المواطنة وقد تلازمت طويلا مع تعبيرات مختلفة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتقاطعت معها وبات وكأن هناك حتمية تاريخية تربط بين المواطنة والعديد من القضايا الحساسة في عالمنا المعاصر.
وفي معناها السياسي تشير المواطنة إلى الحقوق التي تكفلها الدولة لمن يحمل جنسيتها، والالتزامات التي تفرضها عليه أو قد تعني مشاركة الفرد في أمور وطنه، وما يشعره بالانتماء إليه.
يعن لنا أن نتساءل هل كانت إشكاليات الحروب والصراعات الأهلية التي جرت بها المقادير خلال العقود الثلاثة المنصرمة هي السبب الرئيسي في الاهتمام العالمي بطرح المواطنة؟
الشاهد أن تأصيل فكر المواطنة قديم وربما كان الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو هو أول من أشار إليه في عصور التنوير، وذلك عبر عمله الكبير والخالد “العقد الاجتماعي“.
يدفعنا الحديث عن ربط التعليم بالمواطنة للوقوف أمام واحدة من القضايا التي تكرس منظمة اليونسكو الكثير من الجهود الخاصة بها، وهي قضية التعليم من أجل المواطنة العالمية الأمر الذي يحتاج ولا شك إلى إلقاء مزيد من الضوء.