بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير الُبصيلى
……………………………………..
الأحد 23-8-2020م الموافق 4 من محرم 1442هــ
تُعتبر كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية عبر العالم أجمع فهي تحتل أكبر عددٍ من المُتابعين وأكبر عددٍ من اللاعبين الذين يمارسونها فبحسب تقارير اتحاد الكرة الدولي بلغ عدد اللاعبين الذين يُمارسون هذه اللعبة في نهاية القرن العشرين حوالي 250 مليون وما يزيد عن 1.3 مليار مُتابع ومتفرِج وتعتبر رياضة كرة القدم رياضةً في متناول الجميع حيث يُمكن مُمارستها في أماكن مختلفة كالصالات الرياضية والملاعب الرسمية أو حتى الشوارع أو الحدائق أو غيرها العديد من الأماكن الأخرى.
تعدُّ كرة القدم من الرياضات الجماعية القائمة على مبدأ التعاوُن وروح الفريق حيث يتم تشكيل فريقين يتكون كل منهما من إحدى عشر لاعباً يقومون بتمرير الكرة فيما بينهم بهدف إدخالها في مرمى الخصم ويحظر عليهم أثناء ذلك استخدام أيديهم للتعامل مع الكرة فيما عدا حارس المرمى الذي يُسمح له القيام بذلك ما دام داخل ما يُعرف بمنطقة الجزاء وتنتهي اللعبة بفوز الفريق الذي يُسجل أكبر عدد من الأهداف في مرمى الخصم.
وقد أصبحت كرة القدم حاليا صناعة وحرفة تدر أموالا طائلة أكثر من حاملى شهادة الدكتوراة والماجستير بل يعد لاعب الكرة حاليا فى عالم الواقع اكثر مكانة إجتماعية مرموقة أكثر من أى طبيب أو إعلامى او مهندس او حامل للدكتوراة ويتسابق الأهالى فى جعل أولادهم لاعبى كرة قدم.
لكن على الجانب الاخر نجد ان أغلب المشايخ وأولياء الله الصالحين وبابا الفاتيكان لهم رأى أخر فتعالوا نتعرف على هذه الاراء
يقول فضيلة العالم العلامة الوزير الشيخ الراحل/ محمد متولى الشعراوى عن لعبة كرة القدم :
إننا نجد أن لعبة كرة القدم قد أخذت اهتمام الرجال والنساء والكبار والصغار وهي لعبة لا تعلم أحداً شيئاً لأنها لعبة لذات اللعب وهي لعبة تعتدي على وقت معظم الناس وأخذت تلك اللعبة كل قوانين الأمور الجادّة. فهي تبدأ في زمان محدد ويذهب المشاهدون إليها قبل الموعد بساعتين وتجند لها الدولة من قوات الأمن أعداداً كافية للمحافظة على النظام مع أنها من اللهو ولا فائدة منها للمشاهد. وقد تمنع وتحول وتُعَطِّل البعض عن عمله والبعض الآخر عن صلاته.
يحدث كل ذلك بينما نجد أن بعضاً من ميادين الجد بلا قانون.
وأقول ذلك حتى يُفيق الناس ويعرفوا أن هذه اللعبة لن تفيدهم في شيء ما. وأقول هذا الرأي وأطلب من كل رب أسرة أن يُحكم السيطرة على أهله وينصحهم بهدوء ووعي حتى ينتبه كل فرد في الأسرة إلى مسئولياته ولنعرف أنها لون من اللهو ونأخذ الكثير من وقت العمل وواجبات ومسئوليات الحياة حتى لا نشكو ونتعب من قلة الإنتاج.
إن على الدولة أن تلتفت إلى مثل هذه المسائل ولنأخذ كل أمر بقدره فلا يصح أن ننقل الجد إلى قوانين اللعب ولكن ليكن للجد قانونه وللعب وقته وألا ننقل اللعب إلى دائرة اللهو؛ لأن معنى اللهو هو أن ننصرف إلى عمل لا هدف له ولا فائدة منه.
وإن نظرنا إلى الحياة مجردة من منهج الله فهي لعب ولهو.
ونلتفت هنا إلى دقة الحق حين جاء باللعب أولاً ثم اللهو من بعد ذلك ثم يقول: (وَلَلدَّارُ الآخرة) وفي هذا لفت واضح إلى أن الإنسان حين ينعزل عن منهج الحق في الحياة تفاجئه الأحداث بالانتقال المفاجيء إلى جد واضح لذلك فلنأخذ الحياة في ضوء منهج الله لأنه سبحانه حين أبلغنا أنه خلق الإنسان من طين وصوره ونفخ فيه من روحه فقد أعطاه الحق بذلك حياة أولى يشترك فيها المؤمن والكافر والطائع والعاصي وكل إنسان إلى الغاية منها وهي الحياة الثانية وهي الدار الآخرة فإنها الحياة الكاملة الباقية ونسمع قول الحق سبحانه وتعالى: (ياأيها الذين آمَنُواْ استجيبوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].
إن الحق سبحانه وتعالى يقدم لنا حياة عالية دائمة تخلف الحياة التي تنتهي.
وأما رأى بابا الفاتيكان فى كرة القدم فقد حذر البابا فرنسيس من مخاطر تلويث المال لكرة القدم ودعا للعودة الى الكرامة الرياضية خلال لقائه في الفاتيكان لاعبي فريقي نابولي وفيورنتينا قبل يوم على مواجهتهما
وقال البابا: كرة القدم تجارة كبيرة الآن بسبب الاعلانات التلفزيون الخ…
لكن العامل الاقتصادي يجب ألا يسود على الرياضي لانه قد يلوث كل شيء
كنت اذهب الى الملاعب كثيرا في صغري ولدي ذكريات سعيدة.
كانت لحظات فرح يوم الاحد مع عائلتي. آمل ان تحافظ كرة القدم والرياضة بشكل عام على روح الاحتفال .
ورأى البابا ان لاعبي كرة القدم لديهم مسؤولية كبيرة لان الجيل الصاعد ينظر اليهم باهتمام: سلوككم لديه صدى جيدا او سيئا .
أما أولياء الصالحين فيقول سيدى القطب الغو ث الفرد الجامع الكبير سيدى فخر الدين مولانا الشيخ محمد عثمان عبده رضى الله عنه وارضاه قال ذات مرة عن كرة القدم :
(أهبل حاجة شفتها فى دنيتكم دى اتنين وعشرين واحد بيجروا ورا كورة والأهبل منهم اللى بيتفرج عليهم )
ثم أفاض من معارفه فقال إن أول من عملها على هذا النحو هو إبليس نفسه وأولاده الشياطين
فالروح التى لاتفتح لها أبواب السماء وهى أراواح الكفرة والمشركين إلى أخره يقذف بها من السماء فتتلقفها الشياطين فيلهون بها كفريقين كما يحدث فى دنياكم تماماً فهذا يركلها برجله وأخر برأسه حتى تدخل القبر الذى هو بمثابة المرمى فى لعبتكم فى الدنيا والروح بمثابة الكرة فيما تلعبونه فى الدنيا
في الحقيقة عندما قرأت وتذكرت ما قال الاولياء ومشايخنا خاصة اني من محبين كرة القدم توقفت للحظة وكأن شريط سينما يمر امامي انظر في كلامهم واشاهد من حولي ما يحدث علمت انهم قد اصابوا عين الحقيقة واننا نعيش وهم كبير ومازال اغلبنا فيه يعيش.
__________
يقول تعالى فى كتابه الحكيم : أوْ أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسناً ضحى وهم يلعبون