تصاعد الحرب في لبنان وسط دعوات محلية ودولية لإنهائها
عبده الشربيني حمام
أقر حزب الله رسميًا بمقتل رئيس مجلسه التنفيذي، هاشم صفي الدين، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ثلاثة أسابيع، لينضم إلى قائمة القيادات رفيعة المستوى التي استهدفتها إسرائيل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الثلاثاء، تأكيد مقتل القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين بعد أسابيع من التساؤلات حول مصيره.
وعلى وقع الضربات الإسرائيلية المكثفة على الأراضي اللبنانية، يتزايد القلق لدى اللبنانيين من انعكاسات استمرار هذه الحرب، التي اندلعت ضمن جبهة الإسناد التي انخرط فيها حزب الله دعمًا لحماس بعد السابع من أكتوبر الماضي.
ووصف المعهد الملكي البريطاني “تشاثام هاوس” خيار الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بدعم حماس في حربها بأنه “خطأ مميت” و”مقامرة أتت بنتائج عكسية ولم تجلب سوى الدمار للجماعة.”
وجاء في التقرير الذي نشره مركز الأبحاث والدراسات الملكي في لندن هذا الشهر أن “نسخة الجيش الإسرائيلي الحالية مختلفة تمامًا عن أي جيش تعامل معه حزب الله سابقًا، ففي ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية بدا الجيش الإسرائيلي أكثر تطرفًا وعدوانية.”
وتوقع التقرير أن يضطر الحزب إلى التكيف مع الواقع الجديد من خلال الاندماج في الجيش اللبناني وتسليم قرار الحرب والسلم للدولة اللبنانية، التي واجهت لسنوات انتقادات من المانحين الدوليين بسبب سلاح الحزب.
من جانبه، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أن “التوصل إلى وقف إطلاق النار هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة التي يمر بها الشعب اللبناني.”
واتهم جعجع حزب الله بـ”مصادرة قرار اللبنانيين”، في إشارة إلى القصف المتبادل مع إسرائيل الذي استمر لأكثر من سنة دعمًا لحركة حماس. وتساءل جعجع: “من أعطى حزب الله التفويض لمصادرة قرار اللبنانيين وحريتهم واحتكار قرار الحرب والسلم؟”
وأضاف: “هذه الحرب لا يريدها اللبنانيون، ولم يكن للحكومة أي رأي فيها. إنها حرب لا تخدم لبنان، ولم تفد غزة، ولم تخفف من معاناتها قيد أنملة.”
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور صالح المشنوق، أن اللبنانيين من مختلف الطوائف متفقون على الدعوة إلى وقف الحرب، في حين يتمسك حزب الله بشعار “قوة الردع” ودعم غزة.
وتساءل المشنوق: “كيف يمكن للشعب اللبناني أن يصبح دروعًا بشرية لقادة الحزب، بينما الدولة، التي من المفترض أن تهتم بمصالح الشعب، أصبحت رهينة لحماية حزب الله؟”