بعد اليأس والهزيمة يعلنها «جوبايدن» نيابة عن رئيس وزراء الإحتلال
متابعة/نبيل أبوالياسين…..
نرى خطة الإدارة الأمريكية الذي تم الإعلان عنها أمس الجمعة، لا تختلف عن المقترح الذي قدمتة المقاومة الفلسطينية السابق، إلا في نقاط قليلة جداً، وردت عليه حماس وأبدت إستعدادها للتعامل إيجابياً مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم، والإنسحاب الكامل من غزة وعودة النازحين، وهنا أقول؛ إن الموقف الأمريكي وما ترسخ من قناعة إقليمية ودولية بضرورة وضع حد للحـرب على غزة هو نتاج الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية الباسلة والشعب الفلسطيني الذي أبهر العالم في صموده وتحمله مالا يتحملة بشر على وجه الأرض فقد تكالب عليهم العجم بالعدة والعتاد وإجتمعوا مشتركين في قتل النساء والأطفال والمدنيين العزل في أبشع إبادة جماعية لم نشاهدها منذ هتلر، فضلاًعن؛ جريمة التجويع الممنهجة ضد الفلسطينيين في غزة.
وبدأت تتهاوىّ الغطرسة الصهيوأمريكية وتنحدر الهيمنة شيئاً فشيئاً وأدرك الرئيس الأمريكي “جوبايدن” مؤخراً صعوبة التماهى مع رغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الواهية، وإذا نظرنا قليلاً إلى الإعلان الجديد عن المقترح الذي قدمة”بايدن” لم نراهُ يختلف كثيراً عما تم طرحه في المفاوضات السابقة، ولكن إعلان “بايدن”أمس كشف عن متغير مهم وكبير في الموقف الأمريكى، والأعلان الأمريكي المتبني والمعلن نيابةً عن إسرائيل ولأنة يشمل الصفقة المطروحه والحديث عن الوقف الدائم لإطلاق النار وإنسحاب كافة القوات الإسرائيلية من جميع القطاع في غزة وإعادة الإعمار بشكل كامل مع عودة جميع النازحين !؟.
وألفت: في مقالي إلى أن تقديم الإدارة الأمريكية هذا المقترح الذي فاجئت به العالم بما فيهم “تل ابيب “على أنه إقتراح إسرائيلي وفي نفس الوقت يحث حكومة”نتنياهو ” اليمينية المتطرفة على قبوله، ليس تناقضاً فقط ، بل هو إدراك من “واشنطن” لحجم الأزمة السياسية والإستراتيجية التي وقع فيها “نتنياهو” فضلاًعن؛ الفشل العسكري الذريع في تحقيق أي أهداف قد أعلن عنها “نتنياهو” فقبول هذه الصفقة قد تهدد مستقبله السياسي من قبل شركائه في الإئتلاف الحاكم وتحديداً المتطرفين” إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سبموتريتش” اللذان حذرا مراراً وتكراراً من قبول مقترح المفاوضات السابقة من الهدنة، لذا؛ فاجئ الرئيس الأمريكي الجميع بهذا الإعلان أمس لانه يدرك جيدا أن نتنياهو وحكومتة المتطرفه يتعمدون عرقله التوصل لإي إتفاق، كما حدث في الجولات السابقة، وفي النهاية ألقي بالمسئولية على حماس.
ومن خلال قراءتي للوضع الحالي للمتغيرات الأمريكية الغير مسبوقة سواء كانت بسبب الحراك الطلابيّ والشعبي المستمر في الداخل الأمريكي، أو بالأسباب الآخرىً منها “فشل الجيش الإسرائيلي” في تحقيق أي نصر يذكر، إلا أنه من المؤكد؛ أن “واشنطن ” تعاطت مع كل الرغبات لـ”نتنياهو ” وحكومتةُ خلال ثمانية أشهر بما فيها إعطاءهُ الضوء الأخضر لإجتياح رفح، لكن يبدو أن”واشنطن” بدأت تدرك جيداً صعوبة الإستمرار مع الحكومة الإسرائيلية في ضوء عجز الجيش الإسرائيلي حتى الآن عن تحقيق أهداف الحرب، وخاصةً تحرير الأسرى الإسرائيليين والوصول لقادة المقاومة الفلسطينية في غزة.
لذا: ما كان من “بايدن” إلا أنه
ألقى قنبلة سياسية في وجه الإحتلال، بإعلانه دون إنذار مسبق بهذا المقترح وفي نفس الوقت،أكد؛ أنه مقترح إسرائيلي بحت!، وهو ما ستتناوله أُسر الأسرىّ الإسرائيليين بالضغط لتنفيذة، فضلاعن؛ أنه سيتلقفه التحالف السياسي الذي بدأ يتشكيلة الآن، في الداخل الإسرائيلي من كلاًمن؛ “يائير لابيد، وأفيغدور ليبرمان، وجدعون ساعر”، ومن المتوقع أن ينضم لهم “بيني غانتس” الذي لمح مؤخراً بإعلان إنسحابه من مجلس الحرب، وهو التحالف الذي أعلن على الملأ سعيهم للإطاحة بحكومة “نتنياهو”، وهنا يأتي السؤال لماذا توالت دول أوروبية بإعترافها بفلسطين؟، ولماذا أعلن الرئيس الأمريكي بشكل مفاحئ وغير متوقع بمقترح لإنهاء الحرب في غزة؟، وما سر التوقيت في كل هذا؟، هذا ما ستكشفة الأيام القادمة.
وعلى صعيد أخر متصل، أرد في مقالي هذا على الرئيس الأمريكي السابق” باراك أوباما ” الذي قال: على صفحتة في موقع التواصل الإجتماعي”X”، وتناولتها الصحف الغربية، وغيرها من الصحف، إن الرئيس “بايدن” طرح خطة واضحة وواقعية وعادلة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وخطة تضمن أمن إسرائيل، وتعيد الرهائن الذين تم إحتجازهم يوم 7 أكتوبر إلى عائلاتهم، وتزيد المساعدات لغزة وتخفف المعاناة عن المدنيين الفلسطينيين، وإشراك الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي الأوسع في عملية إعادة بناء غزة، وأضاف”أوباما” ومع تطور المأساة في غزة على مدىّ الأشهر الثمانية الماضية، شهدنا نقاشاً عاماً وحاداً في كثير من الأحيان هنا في الداخل، وفي جميع أنحاء العالم حول كيفية رد الولايات المتحدة، ولكن وبغض النظر عن موقف كل واحد منا في هذه المناقشات الأوسع، فإن وقف إطلاق النار الدائم هو أمر ينبغي لنا جميعاً أن ندعمه الآن لإنهاء هذه الحرب الفظيعة !!؟.
إلى السيد”أوباما” أين كنت لـ8 شهور من الإبادة في غزة، فكان من الممكن أن نرىّ حديثك هذا من بداية الحرب البرية والبربرية على قطاع “غزة” وكان من الممكن أن تطرح الولايات المتحدة هذه المقترح وتحديداً “وقف إطلاق النار” وتجبر إسرائيل على تنفيذة، منذ عدة أشهر مضت بدل من كانت تستخدم “الفيتو” لمرات عدة على التوالي لعرقلة قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن!؟، وكان من الممكن أن تنقذ الأرواح وتتجنب وقوع مذابح مروعة راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين العزل ، فضلاًعن؛ آلاف آخرين مفقودين تحت الأنقاض، فهل أكتفيتم بالعدد المطلوب من قتل الأطفال والنساء وغيرهم من المدنيين، أم خسرتم الرهان الذي كنتم تعولون عليه مع من ساعدكم في الدعم المطلق لإرتكاب جريمة الإبادة الجماعية وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة ؟.
ومع ذلك ياسيادة الرئيس المُبجِّل فقد خرجت علينا لتثني على مقترح “بايدن” وحظىّ بحفاوة بالغه من قبلكم، والحقيقة غير هذا فقد جاءت خطة نائبك سابقاً والرئيس الأمريكي حالياً جبراً لإنقاذ حليفتكم إسرائيل من وحل الهزيمة التي تتوالى في جميع أركان غزة، لذلك؛ فإن الهدف الآن أيها الرئيس”أوباما” لا ينبغي أن يكون مجرد العودة إلى الوضع الراهن أو إعادة إعمار قطاع غزة فقط، بل إنهاء الإحتلال والإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولتهم، وإقامة السلام والأمن بعيد المنال في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وأن
أي شيئ أقل من ذلك لن يصمد ولن يؤدي إلا إلى تفاقم عدم الإستقرار في المنطقة، وتعميق الغضب وإنعدام الثقة تجاه الولايات المتحدة والغرب التي تشعر به الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم بأكمله.
وعلى صعيد آخر متصل بإعلان”جوبايدن” المفاجئ، فإن البعد المهم في إدانة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” في 34 تهمة جنائية، هو أن هذه الإدانة وما يتبعها من صدور الحكم في يوليو القادم يهدد الولايات المتحدة بالإنقسام الذي يمكن أن يؤدي لما هو أكثر من ذلك في ظل تداعيات طوفان الأقصى وكذلك على المجتمع الأمريكي، ولكن المؤكد؛ هو أن أمريكا لن تعود لما كانت عليه من قبل،وهذا ما أدركة الراشدين في البيت الأبيض، والمقربين من الرئيس الأمريكي “جوبايدن” وكان أبرزهم” الرئيس السابق “باراك أوباما” وقد يكون المقترح الذي قدمة”بايدن” أمليه علية “أوباما” لإنقاذ البلاد مما هو أتٍ لمحاولة إمتصاص الغضب الشعبي في الداخل الأمريكي، الذي قد يمكن أنصار “ترامب” من تأجيجه في الأيام القليلة القادمة.
وختاماً: إن وقف إطلاق النار وحده لن يخفف الآلام الرهيبة التي يعانيها الفلسطينيون الذين ذُبح أطفالهم ونساءهم وأحباءهم في مجازر وإبادة جماعية لم تحدث في تاريخ الحروب بل فاقمت خسائرها وبشاعتها جرائم “هتلر” على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي، فوقف إطلاق النار لن يحل الصراع الطويل الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أو يجيب على القضايا الخلافية المحيطة بحل الدولتين، أو إستمرار النشاط الإستيطاني في الضفة الغربية، ولكن ما يمكنه فعله هو وضع حد لسفك الدماء المستمر، ومساعدة الفلسطينيين على لم شملهم، والسماح بزيادة المساعدات الإنسانية لمساعدة اليائسين والجياع هناك،ومحاولة إنقاذ الأرواح هنا، وقد يمكن من أنة يضع الأساس لما سيكون طريقاً طويلاً وصعباً نحو مستقبل تكون فيه الفلسطينيين آمنيين، وإسرائيل أيصاً آمنة وفي سلام مع جيرانها، ويتمتع فيه الفلسطينيون أخيراً بالأمن والحرية والإستقلال الذاتي، والقرار الذي سعوا إليه منذ عقود.
وأؤكد: في مقالي أن”نتنياهو” إنساق وراء غطرستةُ الواهية وإنساقت وراء هذا الولايات المتحدة بدعمها الأعمىّ والمطلق له، وإنجرت وراءهما الدول الغربية في الدعم بالسلاح، وكان يريد “نتنياهو ” إنهاء المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها، وإنتهى به المطاف الى إنهاء الكيان وأشك على شطبه من الخريطة الدولية، وهذه قائمة بالخسائر الإستراتيجية التي لحقت بجيشه ودولتة الهشة ”السقوط العسكري والأخلاقي للجيش، التأيد العالمي للسردية الفلسطينية بشكل غير مسبوق، التعاطف الدولي مع الحقوق الفلسطينية، الإعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، إتهام الكيان الصهيونى بإعتباره مارقاً ومجرم حرب وينظر في أمرة لأول مرة في محكمة العدل الدولية، نهاية التعويل على إسرائيل كموطن لليهود، نهاية تعويل الغرب على الكيان لرعاية مصالحه، الإنقسامات السياسية المستمره داخل الكيان”، كما أؤكد: أنه لو توقفت بعض دول المنطقة عن دعم هذا الكيان، وإتخذو موقف موحداً سيقط الان.