بركة.
بقلم عبير مدين
تابعت مع الكثير إعلان التشكيل الوزاري الأخير وحركة المحافظين كما تابعت كلمة فخامة الرئيس ولقت نظري استنكاره من رفض بعض الشخصيات ذات الثقل الدولي من تولي حقيبة دبلوماسية في الوزارة الجديدة لأن ومن وجهة نظرهم الموافقة سوف تضر اسمهم وتاريخهم ولست أدري ما سبب غضب الرئيس واتهام البعض لهم بالخيانة؟! ما الجريمة أن يطلب الواحد منهم كامل صلاحياته لتولي منصبه؟!
واذا كان فخامة الرئيس أعطاه الله البركة ويستطيع أن يلعب كل الأدوار ولديه قناعة أنه ملم بكل العلوم فهذه نتيجة طبيعية لما وصلنا إليه من مركزية الرأي واتخاذ القرارات تخيل أن يكون هناك اكثر من وزير عليهم علامات استفهام وأن يتولى معظم الوزراء حقائب وزارية لا علاقة لها بتخصصهم! تخيل أن يتولى فرد واحد وزارتين من اثقل الوزارات في مرحلة حرجة من تاريخ البلد وهي تمر بأصعب منعطفات عمرها!
تخيل أن تضم حركة الوزراء أحد عشر محافظ برتبة لواء غير من تم تجديد الثقة لهم ! وكأن الكوادر البشرية جفت فصدرت التعليمات أن تتحرك اللواءات وتحتل المناصب!
الوضع العام أننا مازلنا في مرحلة تولي أهل الثقة وعدم الوثوق في أهل الكفاءات وهذا كفيل بإفساد الحياة السياسية وحدوث مالا يحمد عقباه فاكثر من مائة مليون نسمة لم نجد فيهم من يصلح أو يوافق أن يصبح وزيرا!
تفسيري لما وصلنا إليه هو الدروشة الدينية واستخدام الدين كمخدر للرأي العام وخروجا به عن مساره الصحيح أنه علاقة بين العبد وربه
بالامس سمعنا من قال أن جبريل عليه السلام نزل على معتصمي رابعة واستنكرنا وكان نتيجة الكذب على رسول الله وأمين وحيه أن تمزقت الجماعة شر ممزق وزج بقيادتها في السجون، واليوم نجد السيد الرئيس يخبرنا أنه تعدى مرحلة الوحي فكلمه الله وقال له أنه أعطاه ما هو أكثر من الفلوس أعطاه البركة! والناس صدقت وصفقت!
ونسى دراويش الدين أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يأتيه الوحي حقا وصدقا من السماء لم يحالفه الصواب في واقعة تلقيح نخيل المدينة وقال بعدها وبعد أن ظن الناس أنه وحي من السماء قال صلى الله عليه وسلم انتم أعلم بأمور دنياكم وانه أخذ برأي سلمان الفارسي حين عرض عليه خطة الدفاع عن المدينة في غزوة الخندق فجاء النصر.
لقد حثنا الدين الحنيف على الأخذ بمبدأ الشورى وهو نوع من التخطيط للمستقبل
وبعد تصريح السيد الرئيس هذا نزعت البركة وهاجمتنا الأزمات وما زال هناك من يصفق ويهز رأسه ويقول بركة بركة بدون كلام!
سيدي الرئيس رجاء من محبه لوطنها أن تحاولوا تغيير سياستكم وأنتم سوف تجدوا الف متبرع من ذوي الكفاءات للوقوف بجانب مصرنا الحبيبة والعبور بها من هذه الكبوة ممن يريدون أن يكون لهم أدوار فعالة لا مجرد كومبارس على المسرح السياسي.