كتبت مني محمد
إيزادورا دانكن.. الفنانة الأمريكية.. ليست مجرد راقصة، أو فنانة استعراضية.. ولم يستهوها فن البانتومايم.. ولا تنتمي لعالم الباليه..
هي حالة متفردة؛ استطاعت أن تصنع اتجاهها المنفرد، وبصمتها الخاصة..
كانت عاشقة لكل الفنون، ومؤمنة بأهمية التأمل..
كان باستطاعتها تحويل ما يؤثر فيها ويلمس روحها مما تسمعه، أو تقرأه، أو تشاهده.. إلى رقصات معبرة عن تلك الفنون..
ولم تكن من السهولة فكرة تلخيص الأعمال الفنية بأسلوب استعراضي.. لكن إيزادورا كانت هكذا؛ لا تبحث عن السهل بقدر بحثها عن جعل إيزادورا لا تشبه إلا نفسها..
هذا ما حدث تماما، وأصبحت إيزادورا اتجاها متفردا في الرقص.. الذي يعتمد على الروح قبل الجسد..
ومن الجميل أن إيزادورا تركت قبل موتها سيرة عن حياتها.. ليعرفها العالم.. وكان من المفترض.. أن تكتب جزءا آخر.. لتلك السيرة..
لكن الموت يفاجئ إيزادورا، وهي في أعلى لحظات الحلم والفرح، فيلتف طرف شالها الحريري الذي أحبته كثيرا.. حول عجلة سيارتها الخلفية.. أثناء سيرها السريع.. فتختنق إيزادورت في لمح البصر..
تنتهي بذلك حياة مليئة.. بالفقر. والأحلام، وحب الحياة، والكفاح، بالانتصارات، والانكسارات.. والنجاح الكبير..
ترحل إيزادورا وهي في الخمسين من عمرها.. تاركة قصة حياة ملهمة.. وفنا تبقى بصمته في أرواح عشاق الأشياء غير المكررة