الى متى نهدم الأخلاق والقيم لأبنائنا
بقلم : سامى ابورجيلة
الأخلاق والقيم والمثل هما أفضل ما يقيموا أى مجتمع من المجتمعات .
وما كانت مجتمعاتنا يشار لها بالبنان إلا من أجل المثل العليا والقدوة التى كانت متجذرة فى مجتمعاتنا ، وكنا نتباهى بها ، ونعلمها أبناءنا وبناتنا .
فكان هناك كلمة تغنى عن اى كلمة تؤخذ منها القدوة ، والأسوة الحسنة ، ألا وهى كلمة ( العيب ) .
فكان الطفل منذ نشأته يتعلم من خلال أسرته تلك الكلمة ، بل ويتعلم من يكون قدوته ، ومن يكون أسوته ، فينشأ على الطريق الذى يرتضيه له ربه ، وركائز دينه ، وعناصر عقيدته ( سواء مسلم أو مسيحى )
فكان عطف الكبير على الصغير ، وإحترام الصغير للكبير ، بل وتبجيله .
وأيضا إحترام المجتمع لرجال الدين ، وكان ينظر لهم بأنهم المصلحين للمجتمع ، وكان المجتمع يأوى اليهم فى خصائص امورهم الشخصية لسؤالهم عن الطريق الصحيح الذى ينتهجونه .
وكذلك القدوة ، والأسوة الحسنة تعمق الانتماء الحقيقى للوطن ، حينما يجد الصغير قدوته ، أو والده ، أو أستاذه فى المدرسة يتصف بالأخلاق والمثل العليا ، ويغرس فى نفوس الصغار تلك الخصائص ، فيشب هذا الطفل محبا للجميع ، منتمى لمجتمعه ، ومنتمى لوطنه وبلده .
ولكن للأسف الشديد أنقلب كل ذلك رأسا على عقب ، بعد أن أصبح كبير الأسرة ينفض يديه عن تربية أبنائه التربية الصحيحة والسليمة منذ الصغر .
بل اصبح رب الأسرة مثال سئ أحيانا فى تربية أبنائه .
فتاهت القدوة ، وانتهت المثل العليا .
وأصبح المدرس كل همه جمع اكبر عدد من الطلبة فى السناتر ، بل احيانا كما نرى ياتى لهم بمغنى ( مهرجانات ) ، بل الطامة الكبرى يلحن لهم الدرس ليتغنوا به بألحان أغانى المهرجانات ، ويخلط البنات مع الشباب ، ويختلط الحابل بالنابل فى التصفيق والرقص ، كما نرى للأسف .
وبذلك أصبحت القدوة والمثل فى أناس لايساووا عند الله جناح بعوضة ، بل كان ينظر لهم بإسفاف ، وتدنى فى الأخلاق .
فأصبحوا الآن يشار لهم بالبنان بعدما تغيرت القيم ، والمثل العليا .
وأصبح رب الأسرة يتمنى ان يرى أبناؤه أمثال هؤلاء فاقدى الأخلاق ، بل أصبح رب الأسرة يصرح ويجاهر أمام أبنائه بأنه يتمنى أن يرى أولاده مثل هؤلاء فاقدى الأخلاق ، وفاقدى الرجولة ، مع أن شخصيتهم وسيرتهم الأخلاقية لاترتقى الى انهم منتزعى الرجولة ، والأخلاق .
ألا يعلم هؤلاء أن الأمم ماسادت ومابقيت إلا بالأخلاق ( فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا )
وقول الرسول الكريم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
ومع ذلك نجد بعض المهوسيين يشجعون الذى يسب ، ويشتم ، وذو الخلق السئ ، ويصفقون له .
حتى أصبح الطفل والشاب فى بلادنا ينظر الى هؤلاء بأنهم هم القدوة والأسوة ..
فبذلك نزعت القيم من شبابنا ، ونزعت الأخلاق والمثل العليا من مجتمعاتنا ، وكل ذلك بسبب الجهل وعدم مراعاة رب الأسرة لأبنائه بتربيتهم والاعتناء بأخلاقهم .
فنحن جنينا على أنفسنا وجنينا على أبنائنا وبناتنا ، ودمرنا الأخلاق فى مجتمعاتنا .