الوطن أولاً… دعم مصر واجب على أبنائها في الداخل و الخارج
بقلم ..عبدالحميد نقريش .
تمر مصر، كغيرها من الدول العربية، بمرحلة دقيقة تتطلب من الجميع الوقوف صفاً واحداً لحماية أمنها واستقرارها. فالظروف والتحديات الإقليمية والدولية باتت أكثر تعقيداً، مما يفرض علينا كمصريين في الداخل والخارج واجباً وطنياً لا يقبل التهاون أو التقصير. إن الحفاظ على الدولة المصرية ليس مجرد شعار، بل هو واجب مقدس ومسؤولية تاريخية على عاتق كل مصري ومصرية، سواء كان يعيش داخل حدود الوطن أو خارجه.
التحديات الإقليمية والدولية
تشهد المنطقة العربية حالة من عدم الاستقرار، حيث تنتشر النزاعات والصراعات التي تهدد السلم الاجتماعي، وتغذي الإرهاب والتطرف. هذه التحديات تفرض على مصر أن تبقى يقظة ومتماسكة، وأن تحصّن نفسها من أي محاولات لزعزعة أمنها أو اختراق وحدتها الوطنية. كما أن التغيرات الاقتصادية العالمية وتداعيات الأزمات الاقتصادية تتطلب دعماً مضاعفاً من أبناء مصر لتعزيز اقتصادها الوطني ومواجهة التحديات بشجاعة وإصرار.
إن المصريين في الداخل مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يعملوا بجدية وإخلاص لبناء وطنهم. ويبدأ هذا الدور من الالتزام بالقانون واحترام مؤسسات الدولة، مروراً بالعمل على زيادة الإنتاج وتطوير الصناعات المحلية، ووصولاً إلى دعم المشروعات القومية الكبرى التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. كما أن التوعية بأهمية الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب، الواحد ، تعد ركناً أساسياً في تعزيز النسيج الاجتماعي لمصر.
دور المصريين في الخارج: سفراء الوطن وداعمو اقتصاده
أما المصريون في الخارج، فهم ركيزة أساسية لدعم الدولة المصرية. فهم يمثلون سفراء الوطن في مختلف الدول، يعكسون صورة إيجابية عن ثقافته وتاريخه العريق. ومن خلال تحويلاتهم المالية واستثماراتهم في المشروعات الوطنية، يسهمون بشكل كبير في دعم الاقتصاد المصري. بالإضافة إلى ذلك، فإن دورهم السياسي مهم أيضاً في تصحيح أي صورة مغلوطة عن مصر والدفاع عنها في المحافل الدولية.
النسيج العربي… وحدة المصير المشترك
ولا يمكن الحديث عن دعم مصر دون الإشارة إلى أهمية التضامن العربي. فمصر جزء أصيل من الأمة العربية، وأمنها مرتبط بأمن أشقائها في الخليج والمشرق والمغرب العربي. وفي ظل التحديات التي تواجه منطقتنا، فإن تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعوب العربية ودعم التعاون الاقتصادي والسياسي يعدان ضرورة حتمية لحماية مصالحنا المشتركة.
خطوات عملية لدعم الوطن
1. تعزيز الإنتاج المحلي: دعم الصناعات الوطنية والمنتجات المحلية لتقليل الاعتماد على الخارج.
2. دعم المشروعات القومية: المساهمة في المشروعات التنموية مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية.
3. التبرع والمساهمات الاقتصادية: المشاركة في المبادرات الاقتصادية والخيرية لدعم الفئات الأكثر احتياجاً.
4. نشر الوعي الوطني: التوعية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بأهمية الحفاظ على أمن واستقرار مصر.
5. تعزيز التعاون العربي: دعم أي جهود لتوحيد الصف العربي في مواجهة الأزمات المشتركة.
إن مصر كانت وستظل قلب الأمة العربية النابض، وهي تحتاج اليوم إلى جهود أبنائها المخلصين في الداخل والخارج ليظل علمها خفاقاً ورمزاً للعزة والكرامة. إن دعم الدولة المصرية ليس خياراً، بل واجب وطني وديني وإنساني. علينا أن نتذكر أن قوة مصر من قوة شعبها، وتماسكها من تلاحم أبنائها. فلنعمل جميعاً يداً واحدة من أجل وطننا الحبيب ومن أجل مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا، ولتظل مصر، كما كانت دائماً، حصناً منيعاً ضد كل التحديات.