الملابس في مصر القديمة
بقلم الأثرية / هجره احمد مرسي.
كانت الموضة المصرية عملية وبسيطة ، وبالنسبة لمعظم السكان ، كان نفس النوع من الملابس التي ترتديها المرأة يرتديها الرجل. كانت نساء الطبقة العليا في المملكة المصرية القديمة (2686-2181 قبل الميلاد) يرتدين ثيابًا أطول تغطي صدورهن ، لكن النساء من الطبقات الدنيا كن يرتدين نفس التنورة البسيطة مثل آبائهن وأزواجهن وأبنائهن.
كان المصريون في عصور ما قبل التاريخ يرتدون الجلود كملابس لهم، وفي عصر الدولة القديمة لبس الكهنة جلد الفهد كزي رسمي لهم ومعه نقبة (تنورة مفتوحة) من منطقة الحزام إلى أسفل.
كانت النقبة هي الزي المصري المميز الذي كانت تجري عليه تغييرات طفيفة على مر العصور أو بين النساء والرجال في مختلف الأعمار، تطورت النقبة عن القراب (الذي يستر العورة).
الملابس في العصر القديم:-
تعكس الملابس المستخدمة في العالم القديم التقنيات التي أتقنتها هذه الشعوب بشدة، وكما أن للآثار دوراً كبيراً في توثيق هذا الجانب من الحياة القديمة، ويحتفظ بعض الأحيان بالحرير والأقمشة والجلود احتفاظاً جيداً عبر الزمن. وتدل الملابس التي تلبس في العديد من الثقافات على المستوى الاجتماعي. فأزياء الملابس هي من سمات الإنسان الخاصة به وهي ميزة لمعظم المجتمعات البشرية. وفي الأيام القديمة جداً بدأ البشر بلبس الملابس لحماية أجسامهم من الحرارة، والشمس، والمطر، والبرد، وغيرهم. وأستخدمت جلود الحيوانات والنباتات استخداماً أساسياً كثياب لتغطية أجسادهم. كذلك تعكس الملابس والمنسوجات المستخدمة في فترات وعصور مختلفة تطور الحضارة وتقنياتها في فترات زمنية مختلفة وفي أماكن مختلفة. وتشمل المصادر المتوفرة لدراسة الملابس والمنسوجات بقايا المواد المكتشفة عن طريق علم الآثار، وتمثيل المنسوجات وتصنيعها في الفن، ووثائق تتعلق بتصنيع الأقمشة والأدوات والملابس الجاهزة وحيازتهم واستخدامهم والتجارة بهم.
اللبس في مصر القديمة :-
يعتبر الكتان هو القماش الأكثر شيوعاً في مصر القديمة. وبالرغم من معرفة المصريون أنواعاً أخرى من الأقمشة، إلا أنهم فضّلوا استخدام الملابس الكتانية وهي منتجات مصنوعة من نبات الكتان. واستخدموا نبات الكتان نظراً لوفرته بسبب المناخ الجيد ولوجود مصدر قوي للمياة من نهر النيل. وكان السبب وراء الأنتشار الواسع للكتان في مصر القديمة أنه يستخرج من نبات؛ لاعتقاد المصريون القدماء أن الأقمشة التي مصدرها حيواني نجسة مثل الصوف. وبصرف النظر عن هذا، كانت الملابس حيوانية المصدر مثل جلد الحيوان مخصصة للكهنة وفي النهاية اتخذها الطبقات العليا من المواطنين المصريين القدماء لباساً لهم. الكتان أيضا خفيف وقوي ومرن مما يجعله مثالي في المناخ الحار. ومن ذلك استخدم كل المصريون القدماء الكتان كلباسهم السائد بصرف النظر عن الأقليات الصغيرة.
ويمكن التمييز بين طبقات المجتمع بناءً على جودة المواد المستخدمة في الملابس. حيث تستخدم الطبقة العليا كتان جيد بخلاف الطبقة الدنيا، وظهر ذلك في التماثيل واللوحات الشفافة الخفيفة. واستخدموا أيضاً أقمشة، وتصاميم، وأشكال أكثر تعقيداً فاحتوت على أقمشة مصبوغة وريش.وكانت هذه المواد باهظة الثمن ويظهر مرتديها حينها مكانته العالية عبر ارتدائها. ومن ناحية أخرى، استخدم النوع الأرخص والأكثر سمكاً من الكتان بين مجتمع الطبقة السفلى، حيث كانت الطبقة العاملة ترتدي ملابس أقصر لتنقل أفضل في الحقول.ارتدى الرجال في مصر القديمة الإزار في كثير من الأحيان (أو schenti) وكان شائعاً بين جميع الطبقات. حيث يرتدي الرجال من الطبقة العليا إزارا طويلاً، ويلبس معها في كثير من الأحيان الحرملة (وهو رداء قصير واسع يوضع على الكتف ويغطي الظهر والصدر)،أو سترة، بينما يلبس الفقراء الإزار فقط. وكان مقبولاً لدى الرجال والنساء في الطبقة العليا والسفلى أن يظهروا صدورهم. ويرتبط غالبا التحرر التام من الملابس بالشباب أو الفقر؛ وكان من الشائع للأطفال قبل سن البلوغ من جميع الطبقات الاجتماعية أن يكون عارياً حتى يبلغ العام السادس وبقاء الفتيات العبيد عاريات لأغلب حياتهم. وتشترك بعض أنواع الملابس في الاستخدام بين مختلفي الجنسين كما في السترة والثوب. واشتهر لبس سترة خفيفة وقميص ذا أكمام قصيرة، وتنورة ذات كسرات حول 1425-1405 قبل الميلاد.
بينما ظلت ملابس النساء الشابات دون أي تغيير على مدى عدة آلاف من السنين، ماعدا في بعض التفاصيل الصغيرة. وكما أعطت الملابس ذات ثنيات ولفات كبيرة جداً انطباعاً بارتداء عدة طبقات من الملابس، ولكن في الواقع كان غالباً بسبب الشاش الجيد. وكان اللباس ضيق حتى التقييد ومصنوعاً من قماش أبيض أو غير مبيض للطبقات الدنيا. أما في الطبقات العليا فيبدأ الكم من تحت الصدر ويشد بحمالات توضع على الكتفين. وكانت هذه الحمالات أحيانا واسعة بما يكفي لتغطية الثديين وتم رسمها وتلوينها لأسباب عدة، فعلى سبيل المثال لتقليد الريش التي على أجنحة إيزيس (امرأة عبدها المصريون القدماء والبطالمة والرومان.
كانت ملابس العائلة المالكة مختلفة وموثقة جيداً. فعلى سبيل المثال ارتدى النبلاء تيجان الفراعنة، وغطاء الرأس المصنوع من الريش ، والقات أو رداء للرأس. وتشابهت الأحذية لكلى الجنسين، حيث ضفِّرت الصنادل بالجلد، أو بالورق البردي الذي استخدم خصيصاً للطبقات البيروقراطية والكهنوتية.