كتب : عبده الشربيني حمام
يُلاحظ المهتمّون بالشّرق الأوسط منذ فترة طويلة تقاربًا سياسيًّا معلنًا وغير معلن بين دول عربيّة وخاصّة خليجية وإسرائيل. هذا التقارب يبدو جليًّا لأيّ متابع للخطاب العربيّ الرسميّ الذي تدرّج من العداء إلى المداهنة وأحيانًا المغازلة والتقرّب. والبحرين وعُمان والسعوديّة تصدّرت قائمة الدّول العربية الخليجية التي بدأت مسار التطبيع بشكل علنيًّا محتشم مع إسرائيل، لتقوم الإمارات العربيّة المتحدة في خطوة جريئة باعلانها التوصل لمعاهدة سلام مع الدولة العبرية .
قبل أيّام، حلّقت أوّل طائرة إسرائيليّة على الأراضي السعوديّة مرورًا إلى الإمارات. وقد وصف كوشنر، وهو رجل أعمال ومستثمر أمريكي يهودي أرثوذكسي، أنّ الاتفاق بين البلدين يُعدّ “إنجازًا تاريخيًّا”، قائلا إنه لـ “شرف عظيم” أن يكون بين مستقلّي أول رحلة جوية بين البلدين.
وأضاف كوشنر إلى ذلك قائلًا: “ما حدث هنا هو أن ثلاثة قادة عظماء اجتمعوا وبدأوا بخطّ سيناريو جديد للشرق الأوسط. وقرروا ألا يكون المستقبل رهين الماضي”.
ورغم صمت القيادة العربيّة في معظمها وعدم تعليقها على هذا اللقاء، عبّر الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعيّ عن استيائهم البالغ لهذه الخطوة التي سيكون لها ما بعدها وستشجّع دولًا عربيّة أخرى على إعلانها هي الأخرى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقد بد موقف القيادة الفلسطينية واضحًا من هذا القرار إذ وصفته السلطة بـ”الخيانة” للشعب الفلسطينيّ و”إعلانا للقدس عاصمة لإسرائيل”. سوى أنّ هذا الموقف الرسميّ لم يكن يعكس الرّأي الفلسطينيّ في كلّيته، إذ أصدر بعض رجال الأعمال الفلسطينيّين وبعض الفلسطينيّين المقيمين في دول الخليج بيانًا يدعو السلطة الفلسطينية لتجنّب التدخّل في الشأن الإماراتي، لأنّ من وسعه تعميق الأزمة السياسيّة التي تمرّ بها فلسطين.
تمر الضفة الغربيّة وغزّة بفترة حرجة من تاريخها، إذ لم تعد القضيّة الفلسطينية تحظى بالدعم الذي كانت تحظى به سابقًا، إضافة لما يعانيه الشعب الفلسطينيّ في هذا الزمن الرّاهن جرّاء أزمة الكورونا التي أثقلت كاهل الاقتصاد الفلسطينيّ. يتساءل البعض في ظلّ هذا الوضع: هل من الحكمة الآن الدخول في عداء مع دول الخليج بسبب موقفها من التطبيع؟