الكبرياء القاتل ..
كتبت/سميرة بريك
مكتب /أبوحمص
الكبرياء من أشد ما يصيب الإنسان بالألم والحزن على الرغم من أن صاحبه يظهر للجميع في أبهى وأزهي صور القوة والتمكن والثقة في النفس ولكنه الكبرياء القاتل ذلك الداء الذي يصيب صميمك وذاتك الذي يقيدك بالمنع ويضع حولك قيود الحديد ويبني أسوار الصين وينشر تيارات الكهرباء التي تصعقك أنت أولا حين تميل روحك للخضوع أو حتى مجرد التفكير للميل. إنه الكبرياء الذي يصنع المفارقات ويجعل صاحبه دائماً عرضة للإنتقادات حين يفهم على إنه تكبر أو غرور أو ما شابه ذلك الكبرياء يظهر في صورٍ شتى ولكنه يجد في الحب أرض خصبة وملاذ آمن وطاقة جبارة فيظهر في أبهى صور العمل في تلك المنطقة وعادة تكون النساء هي أكثر من تتصف بذلك ومن هنا نستطيع الحكم على أي علاقة يتدخل فيها الكبرياء أنها لم ولن تدوم طويلا هذا إذا بدأت من البداية .من المعروف أن إي علاقة تحتاج لكي تبدأ وتدوم أن يكون هناك مرونه ولين في التعامل وتضحية في بعض الأوقات وأن كل طرف يمرر للآخر ولكن إذا كان أحد الأطراف شديد الكبرياء حساس المشاعر فإنه لا جدال ولا نقاش في ذلك فهنا يظهر دور الكبرياء فحتماً لن يخضع ولن يتنازل ذلك الطرف رغم قوة إيمانه وحبه وتمسكه بتلك العلاقة إلا أنه المرض الذي يسري بداخله إنه الذئب الذي يتغلل في النفس يحثها ويحفزها ألا تقبل بالإهانة التي لا تذكر لا تقبل بأن تظهر تمسكها أو انحنائها أو حتى التعبير عن ذلك. لست أدري ولا أحد يعلم ما هذا الذي يسري بالنفس من شعور يجعلك فى نفس اللحظة التي ترد فيها الإعتراف أو الخضوع أو الميل ينقلب به الحال رأساً على عقب ويظهر عكس ما بداخله تماماً حتى أنه في اللحظة التي يأتي ليقول إني أريدك ينطق بأني لا أريدك يبقى القلب والعقل وكل ما بداخلك يريد ووحده لسانك ينطق بعكس ما أمره باقي الجوارح وكأن الكبرياء متمركز فيه وأنه هو خادمة الوفي .إنه يا سادة الكبرياء الذي يجعل منك إنسان مزدوج الشخصيات تبدو بكامل القوة والصلابه والشموخ أمام الشريك أو الحبيب لتخبره بعكس شعورك أو تفكيرك وهو ما يصيب قلبك ويدمي عيناك ويمزق روحك ولكن لا يبدو عليك ذلك أبدا وفي اللحظة التي يدير لك ظهره ويرحل عنك خطوة ينهار الجبل وتخضع الأسود وتذوب جبال الجليد وتتساوي بالأرض التلال وتبدو أضعف مخلوقات الأرض وكل ما بداخلك يناديه ألا ترحل وإبقى بجانبي اني في أمس الحاجة إليك ولكن لسانك يأبى أن ينطق بذلك .بداخلك عزة نفس وشموخ وعظمه تحجبك وتقيدك ولكنه قوة قاتله وعزة نفس وشموخ باهظان الثمن يحطمان كل ما فيك وخسارتهم أكبر بكثير من كونهم مكسب لك فما يخسرك في أقل الأشياء وأصغر المعارك والتي يمكن الفوز فيها بسهوله بالتأكيد هو شئ سيئ .ولكنه حين يأتي في مواقف فرغ فيها الجدال وانتهى فيها النقاش ولا مجال للكلام فإنه بالتأكيد وجودة مثمر
في بعض الأحيان لا نستطيع تحديد ما إذا كان هذا الشعور كرامة تلزمك أو غرور يمنعك أو كبرياء يقيدك لست أدري ما إذا كان الثلاثه وجهان لنفس العمله أو هناك فارق بينهم ولكني على يقين أنهم يؤدون إلى نفس النتيجة .ولكن يظل الكبرياء قوة توصف بأنها قاتلة ومدمرة تجبرك احيانا على حب العزلة وإجتناب الأشخاص فهناك كبرياء بداخلك يوسوس لك انك الأفضل انك الأعظم ولا يليق بك معاملة البشر هناك شئ دائما ما يجعلك ترفض أن تتقبل إي نقد أي اختلاف في الرأي أو التفكير إنه الكبرياء.نريدك ولكن في حدود لا تعوقنا ولا تعرقل خطواتنا نريدك تطفي جمال وبريق بعلاقتنا وليس العكس