الكاتبة نزهة الادريسي تجرى حوار خاص لجريدة حكاية وطن مع الفنانة اليمنيةآسيا سيف
متابعة د.عبدالله مباشر رومانيا
يرى ” جوزيف ناي “أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفرد ، أن القوة الناعمة هي ” الحصول على ما تريد عبر الإقناع وليس الإكراه ” القوة الناعمة التي تتمثل في الفن بجميع صنوفه والاعلام و الثقافة بمجملها.
وقد تصاعد دور هذه القوة الناعمة في عصرنا الحالي لما اثبتته من تأثير على وجدان الشعوب وسير الحروب اذ أصبحت العامل الحاسم في كثير من المعارك
آسيا سيف فنانة يمنية تصارع دخان الحرب وقذائف اللهب بصوتها الشجي الذي يأبى الاستسلام ويشاكس طبول الحرب بلحن الوفاء والحب والأمل في صبح جديد يشرق على الدنيا بيمن سعيد …
كان لنا معها هذا الحوار …
كيف كانت النشأة و متى كانت بدايتك مع الفن ؟
ترعرعت منذ طفولتي على سماع الاغاني لكبار المطربين مثل الفنان اليمني ايوب طارش عبسي والفنانة رباب وابو بكر وغيرهم من كبار مطربي اليمن …
واصبح حلمي ان اكون مطربة وكنت اغني كل الالوان واحب السماع للاغاني المصرية والخليجية والمغربية ولكنني كنت اجد بالبداية صعوبة بالأغاني المغربية ان اغنيها ولم اكن
اجرئ ان اقول لاهلي انني اريد ان اصبح فنانة لانه عندنا باليمن عيب وحرام وومكن يضربوني لو تكلمت
هل لاقيت اعتراضات او صعوبات في بداية مشوارك الفني ؟
لاقيت اعتراض اكيد لم يكن شي سهل ان اكون فنانة لكنني غامرت وجازفت من اجل الفن اكملت بالبدايه دراستي الجامعية بكالوريوس تجارة تخصص محاسبة
وطبعآ تزوجت قبل ان ادرس جامعة بعازف اورج ابن اخو الفنان الكبير علي بن علي الانسي تعرفت عليه اثناء ماكنت اذهب للاستديو دون علم اهلي كنت اذهب اسجل بعض الاغاني وكانت تلك بداية لي وكان هو العازف اعجب بي وتزوجني وكان يشجعني وانجبت منه ولد ولكن عندما تزوجني اعترض ومنعني من الفن واعتزلت الفن وانا في بدايتي ولكن لم نستمر بالزواج بسبب المشاحنات واختلافات وجهات النظر بيننا وانفصلنا وقد اكملت الجامعة وانا في ذمته
بعد الطلاق رجعت للفن وكانت امي هي التي تشجعني واختي إضافة لوالد صديقاتي المخرج شكري عبدالقوي القوي الوجيه رحمه الله الذي آمن بموهبتي وساعدني على الظهور
وكان اول ظهور لي في مكتب الثقافة باغنية وطنية حققت نجاحآ كبيرا
من هم اهم الفنانين والشعراء الذين تعاملت معهم
اهم الشعراء الذين تعاملت معهم في البداية كثر منهم الشاعر حسن الاغواني وغنيت له اغنيتين هما تحسبني نسيت والثانية مش على كيفك حبيبي
وتعرفت بعدها على شعراء كثر تواصلوا هم بي وعرضوا عليا عدة اعمال منهم الشاعر الكبير المتواضع صالح باظفاري الذي غنى له كبار الفنانين مثل احلام وعبدالله الرويشد وهود العيدروس وكرامة مرسال واخرون واعطاني اغنية ” قتلت فيني الحب” وانا حالياً اجهز لها رغم الظروف الصعبة في بلادي اليمن بسبب الحرب الطاحنة التي عرقلت مسيرتي الفنية كما كل فناني اليمن
اما اهم الملحنين الذين تعاملت معهم، الاستاذ محمد علي الحاج والاستاذ محمد عبدالملك العريقي
ما هي اهم الأعمال الفنية التي قدمتها؟
الاعمال الفنية التي قدمتها كثيرة منها عمل لمهرجان صيف صنعاء الدولي باشراف وزارة السياحة وانتقائها هي بنفسها للفنانين وقدمت اعمال عدة لمكتب الثقافة بمحافظتي تعز منها ” الراعية والمجنون ” و ” اليوم سراب ” ولي اعمال وطنية وعاطفية ودويتو بمعية بعض الفنانين كما قدمت عمل غنائي سمفونية بمعية استاذة الفن في محافظة تعز
كما انني اكتب في النثريات منذ ان كنت في الإعدادية ولله الحمد تعرفت بكاتبة اماراتية واخذت قصائدي وضمتني مع كبار الشعراء في كتاب اسمه ” ابداع عربي ” تحت اشراف ومراجعة المخرج المصري حمدي مرزوق وتم طبع الكتاب في مصر وكنت محظوظة بان اكون مع مجموعة من شعراء العرب ومنهم شعراء كبار مثل الشاعر الكبير صالح باظفاري وشاعر الفنان ابو بكر سالم وهذا شرف كبير لي
في ظل هذه الحرب اللعينة التي يعيشها اليمن ، كيف هي ظروف الفنان اليمني ؟
انها ظروف صعبة للغاية ومعقدة بالنسبة للذي لايمتلك المال وظروفه على قده فهو محبط ومعرقل بسيره نحو الخطوات الفنية التي يرسم لها اما من لديه مال فيستطيع ان يعمل لنفسه اعمال ويستطيع السفر خارج اليمن وممارسة نشاطه الفني خارج اليمن
لان وزارة الثقافة وكل المؤسسات الرسمية التي كانت تدعم الفنان صارت في ظل الحرب مشلولة لا يمكن ان تقدم لنا اي شيء فالفنان اذن يعتمد على قدراته الخاصة من اجل الإستمرار
هي ظروف صعبة اذن و التي جعلتني ابتعد عن الفن لفترة اضافة لعوامل أخرى كالخوف من الاهل وخوف الاهل علينا كذلك في ظل الأفكار التي حملتها لنا التيارات المتطرفة التي تنال من الفنانات على الخصوص ، وكذالك بسبب الظروف المادية التي لو وجدت فهي تقطع شوط كبير للفنان لكي يحقق حلمه لانه في مجتمعنا لايوجد اهتمام من الدولة بالفنانين لافتقارها للاستقرار والاقتصاد المتردي بسبب الحرب فكل فنان يمني الان يعمل بمجهوده الخاص لكني كلي إصرار على المواصلة وتحدي هذه الظروف القاهرة ، أجند صوتي لليمن حتى اسمع العالم آهاته واستفز اصحاب الضمائر الحية التي فيها بقية من الإنسانية حتى نوقف عجلة الموت والدمار التي تحصد كل لحظة خيرة أبناء وطني …
هكذا اذن هو حال القوى الناعمة في اليمن ، الا أن آسيا سيف مصرة على الإستمرار من اجل البقاء وحسم المعركة لصالح اليمن الأسعد بحول الله
اجرى الحوار
نزهة الادريسي