الفنان التشكيلي “أحمد عثمان” والقناع الذهبى لتوت عنخ آمون
يكتبها: محسن حديد
* كان أحمد عثمان جيلا وحده ، ومثلا خالدا فى وجدان وطنه . . فنان أسمر ارتبط بجذور الجنوب وأصالة النوبه غير أنه أدرك مدى حاجة الاسكندرية باعتبارها العاصمة الثانية لمصر ومنارة العلم في الماضي إلى كلية للفنون الجميلة يكون لها طابع مستقل متميز وفن يتجاوب مع بيئتنا وطابعنا بعد أن سيطر الأجانب على الفن فى هذه المدينة لسنين طويلة فقد استأثرت الاسكندريه بحبه كما استأثر هو بحبها وكان عطائه لها لا يقدر بثمن حيث شهدت عروس البحر المتوسط على يديه ميلاد كلية الفنون الجميلة واستطاع وهو الغريب عن الاسكندريه أن يقيم فيها أول دراسه معاصرة لكلية الفنون الجميلة بها ، ويعد المثال المصري البارز احمد عثمان أحد عمالقة النحت المصري الحديث ، ويعتبر فنه بحق مدرسة تقوم على استلهام الفن المصري القديم باعتباره المنهل الوحيد الذي يجب علي كل فنان أن يزود طاقته الفنية من حيث مفهوم الكتله والبناء الشكلى والأصالة والعمق حتى عرف بفنان القاره الافريقيه .
* شارك الفنان احمد عثمان فى كثير من المعارض المحلية والدولية ، مثل معرض باريس الدولي وبروكسل الدولى وفينيسيا وبينالى الاسكندرية. وله العديد من الأعمال الفنية المميزة وفى مقدمتها قناع توت عنخ امون الذهبى والذي اهدته الدولة لمتحف ميونيخ بألمانيا الاتحادية ، والنحت البارز للمدخل الرئيسى لحديقة الحيوان بالقاهره ، ونحت يمثل انتصارات الجيش المصري على قاعدة تمثال ابراهيم باشا بميدان الأوبرا ، والنصب التذكارية لثورة يوليو بميدان محطة مصر بالإسكندرية وتمثال للشاعر أحمد شوقي والنحت البارز على واجهة المساحة العسكرية بالعباسية ومجموعة تماثيل بالميادين وترميم تمثال رمسيس الثاني.
* عاش احمد عثمان 63 عاماً مابين مولده بالنوبه عام 1907م ورحيله فى حادث القطار المشئوم عندما كان في طريقه إلى الإسكندرية فى نوفمبر من عام 1970م ثم أوفد فى بعثة لايطاليا حيث تخصص في دراسة النحت وتدريسها فى كلية الفنون التطبيقية ثم الفنون الجميلة ، وعين عميدا للفنون الجميلة بعد إنشائها بالاسكندريه عام 1957م .
وعندما أحيل للمعاش عام 1968م استعانت به وزارة التربية والتعليم مديراً منتدبا بالمعهد العالي للفنون الجميلة كما استعان به لتولى مهمة تعليم نزلاء ليمان طره فن نحت التماثيل بدلاً من تكسير الأحجار للمحكوم عليهم بالاشغال الشاقة وكان ذلك بين عامى 1934، 1956م عندما استطاع أن يجعل من المردة الجبابرة ادميين يتذوقون الجمال والفن ويحبون الخير.
وكان آخر أعماله التمثال المصغر للشهيد عبد المنعم رياض الذى بدأه عام 1969م وفارق الحياة قبل إتمامه .