الفرق بين العادة والعبادة ؟
بقلم / أحمد حامد عليوة…..
وأهم ما في الأمر أن يعرف الإنسان معنى الصلاة ويسأل نفسه لماذا أصلي : من آثار الإيمان بالله وهو الفرق بين العادة والعبادة :
فتحديد الهدف من الصلاة يوصلك إلى الخشوع ويوضح لك سبب فرضها على الناس ويبين الحكمة من حسن أدائها ويحثك على المحافظة عليها والاستفادة من أدائها
وناتج ذلك كله تكون في الصلاة قرة العين وراحة النفس ومحبة الصلة بين العبد وربه :
فمن تعود تأدية الصلاة كعادة اكتسبها دون فهم لغايتها ولهدفها فلن تؤثرالصلاة في سلوكه وتهذيب نفسه ولا يشعر فيها بلذة القرب من الله ويؤديها وحاله يقول أرحنا منها وليس أرحنا بها وكل ما يفعله في الصلاة هو إسقاط لفرض وأداؤه دون أي شعور بتأثيره
ليكن دخولنا للصلاة بشوق وفرح لكونها صلة مع الله تعالى ننشد منها محبة الله تعالى ليكون وليّنا في دنيانا ومعيننا على طاعته والموفق لنا في اجتناب أي عصيان أو مخالفة له تحدثنا بها النفس أو يوسوس لنا بها الشيطان . وهناك وأنت بين يدي الرحمن افتح قلبك وناشد ربك واعرض عليه مشاكلك واطلب منه أن يعينك ويوجهك في كل أمورك كبيرها وصغيرها ، تقرب إليه بأسمائه الحسنى وتساءل مع نفسك هل أنت في أعمالك تسلك رضا الله تعالى أم في بعضها ما يسخطه وكيف النجاة ، واعزم على أن تصحح أي خلل ما زال فيك ، واطلب منه العون على الاستقامة والمداومة عليها ، ولا تكترث للناس من حولك ولا أقوالهم ولا أفعالهم بل ليكن همّك الوحيد أن تكون من أتباع المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام باتصالك مباشرة بالله تعالى بلا واسطة فطريق الوصول إليه مفتوح لمن أراد وإنه تعالى يستقبلك بنواياك وإخلاصك وأعمالك ، وسيكون جل وعلا معك وفق مقدماتك ، ويعينك لتكون من خيرة خلقه إن سلكت مسلك الصالحين الأبرار ،
فطريقة الوصول لله تعالى تبدأ بالاتصال به بالصلاة المتقنة بعد تحديد هدف الوصول وفهم وإدراك سعة علم الله عز وجل ومقدرته التي ليس لها حدود فالإيمان المطلق بالله تعالى القائم على البرهان العقلي والسعة الثقافية بأحوال خلق الله يستمر مادام الإنسان قادراً على التفكير والنظر والمراقبة لما خلق الله تعالى في هذا الكون الشاسع ، عندها يشعر الإنسان بقربه من خالقه وتكون لحظات قربه من أسعد اللحظات التي يمر بها عمره ، وعندما يستمر على هذا الحال يشعر أن حياته كلها بين يدي الرحمن وكأنه في الصلاة الدائمة لربه ، ويدرك معنى الخلافة في الأرض فيحمل الرسالة وينطلق بها حيث كان ، بحمى الرحمن ، بحيث تكون من أولوياته في كل شيء لا يأبه بغيرها,بشعور أكيد أنه جندي لله خادماً لخلق الله وليس سيداً لهم ، ويدرك أن شرع الله تعالى فوق كل الاعتبارات ، وأن الرسالة التي جاء بها الرسول محمد بن عبد الله عليه وآله الصلاة والسلام هي وحدها تتضمن الحلول العملية لكافة أنواع البشر لبلوغ السعادة المرجوة في الدنيا والآخرة ، ويردد ما قاله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون :
ويرافق هذا التواصل والشعور معرفته بنفسه ومقدار ما هو عليه من تقصير تجاه الخالق العظيم ويراقب ما قد يتعرض إليه من الفتن ليجتنبها متذكراً قوله تعالى : أَمْ حَسِبْتُم أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُم مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ : البقرة 215 :
ويحذر فتنة النفس كما قال جل وعلا :
: فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى
عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ : الزمر 49 :
ويعلم أنه أصبح هدفا رئيسيا من أهداف الشيطان لعنه الله لأنه قال : قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ : الأعراف 16 :
ثم : *قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ : الحجر 39-40 :
فلا يظن أنه أصبح معصوما عن الخطأ والزلل فليحذر وساوس الشيطان بالإخلاص لله تعالى والاستعانة بالله في كل لحظة لقوله تعالى : إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِم سُلْطَانٌ إِلَّا مَن اتَّبَعَكَ مِن الْغَاوِينَ : الحجر 42 : نسال الله النا جميعا والمؤمنين الثبات علي دين الحق وان يعيننا علي طاعته امين.