الفرق بين الطموح والرضا .. هل يمكن الجمع بينهما
الكاتب الإماراتي خالد السلامي يكتب :
كان هناك دائمًا ذلك الشعور الغامض الذي يطاردنا جميعًا
ذلك الحافز الذي يجعلنا نرغب بالمزيد: المزيد من النجاح المزيد من التقدم، المزيد من كل شيء.
نسميه الطموح.
إنه مثل نداء داخلي لا يمكن إسكات صوته، يدفعنا لنمد أيدينا نحو النجوم.
لكن على الجانب الآخر هناك صوت مختلف تمامًا.
صوت أكثر هدوءًا، يشبه نسيمًا لطيفًا يخبرنا بأن ما لدينا الآن يكفي.
إنه الرضا الشعور بأن الحياة بشكلها الحالي تحمل جمالًا يستحق التقدير.
في بعض الأحيان يبدو الطموح والرضا وكأنهما خصمان يتصارعان داخل عقولنا وقلوبنا.
هل يمكنك أن تسعى دائمًا للأفضل دون أن تفقد القدرة على الاستمتاع بما تملكه بالفعل؟
أم أن اللحظة التي تصبح فيها طموحًا تعني أنك تتخلى عن فرصة أن تكون راضيًا؟
ما يزيد من جاذبية هذا السؤال هو أنه شخصي جدًا.
قد تكون شخصًا يوقظك طموحك في منتصف الليل يحثك على العمل أكثر لتحقيق حلم بعيد.
أو ربما تكون من أولئك الذين يجلسون بهدوء على شرفة منزلهم يحتسون كوب شاي
ويرون أن هذه اللحظة وحدها تكفي لتشعر بالسعادة. وبين هذين العالمين المختلفين
هناك طريق ثالث غير مرئي، يمزج بين الطموح والرضا.
إذا كنت تتساءل الآن عن هذا الطريق وكيف يمكن السير فيه،
فأنت لست وحدك.
في هذا المقال لن نقدم إجابة نهائية فقط بل سنحاول اكتشاف هذه الثنائية التي تحكم حياة كل واحد منا.
وربما مع قليل من التفكير العميق وقليل من التجارب سنجد جميعًا التوازن الذي نبحث عنه.
الطموح والرضا:
مفاهيم متعارضة أم مكملة؟
الطموح هو ذلك الوقود الذي يشعل في داخلنا الرغبة للقيام بما يبدو مستحيلاً. إنه المحرك الخفي الذي يحول الأحلام المجردة إلى خطط وأفعال.
في كل قصة نجاح ملهمة تجد الطموح حاضرًا كالبطل الخفي.
من العلماء الذين سهروا ليالي طويلة لفهم ألغاز الكون إلى الرياضيين الذين كسروا أرقامًا قياسية
الطموح هو العامل المشترك الذي جمعهم جميعًا. لكنه ليس دائمًا إيجابيًا. الطموح بلا ضوابط يمكن أن يتحول إلى عبء ثقيل
يدفع الإنسان إلى الإجهاد أو حتى إلى الفشل عندما تصبح التوقعات غير واقعية.
على الجانب الآخر
هناك الرضا.
إنه الهدية التي تقدمها الحياة لأولئك الذين يعرفون كيف يقدرون الأشياء الصغيرة.
الرضا لا يعني التوقف عن الحلم
لكنه يعني النظر إلى ما تملكه الآن