الفاحشة وسوء المصير
بقلم الواء / رأفت الشرقاوى مساعد وزير الداخلية الأسبق بقطاع الامن العام – المحاضر باكاديمية الشرطة
بسم الله الرحمن الرحيم
“ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ”
الإسراء: 32 . صدق الله العظيم .
مشهد مهيب أمام محكمة جنايات كفر الشيخ عند النداء أمام رئيس المحكمة على المتهم بقتل شقيقة بمشاركة زوجة القتيل
حتى يتسنى لهما ممارسة الرذيلة التى وقعا فيها سويآ دون مراعاة لحرمة الدم وسوء المصير
وفعل الأول مثلما فعل قابيل بشقيقه هابيل حيث أنكر المتهم واقعة قتل شقيقه
بينما أعترفت عليه المتهمة الثانية وانكرت مشاركتها له
واعترفت فقط بأنها مارست الرذيلة بنوع الخطأ مع المتهم الأول
ليظهر الغدر منها ويحلو الآمل فى البراءة لديها بأنكارها واقعة القتل واعترافها بواقعة الزنا
لتزج بشريكها فى واقعة القتل بمفرده ويتم اقتياده إلى حبل المشنقة
بينما تخرج هى إلى الحياة لتبدأ حياة أخرى
دون ضمير يؤرقها أو كوابيس تلاحقها لكننا على يقين أن مصيرها سيكون مثل المتهم الأول
فقد اعدا وخططا ونفذا سويآ دون أى ضمير أو شعور بالذنب على هذا الجرم .
[وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ”.
الزنا من أكبر الكبائر وأبشعها عند الله سبحانه وتعالى حيث قال تعالى:
“وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ”
فقد حرم الله الزنا لحفظ الأنساب من الاختلاط
فالزنا يجعل بعض الأفراد من صُلب الإنسان وهم في الحقيقة ليسوا كذلك فيصبحون جزءاً من عائلته
وبهذا يكون لهم الحق في الإرث مثلاً ويصبحون أرحاماً مع أنهم ليسوا كذلك
والحفاظ على نظام الأسرة والحياة العائلية
فلو أنّ الرجل اتّخذ عشيقةً له والمرأة اتخذت كذلك عشيقاً لها
لتدمّرت الأسرة وتشتّت شملها بلا شكّ الحفاظ على البيت من الدمار والضياع
وتشتت شمل العائلة وضياع الأبناء حين يأتي الزوج أو الزوجة بهذا الفعل الشنيع
– الوقاية من بعض الأمراض فقد ظهرت في الشعوب الإباحية الكثير من الأمراض المرتبطة بالزنا
منها كالزهري، والسيلان، والإيدز، وهذه أمراض خطيرة تتسبب بوفاة الكثيرين سنوياً
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وحذّر من انتشار مثل هذه الأمراض في الأقوام التي دأبت على فعل الفاحشة
قال صلى الله عليه وسلم:
(لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ؛ حتى يُعْلِنُوا بها؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا).
هذا التحريم موافق لفطرة الناس السويّة التي خلقهم الله تعالى عليها
وهي فطرة الغيرة على العِرض والحرص على صيانته وحفظه بل إنّ الحيوانات تغار على أعراضها كذلك
فالإنسان إن رضي بأن يعتدي أحدهم على أخته أو أمه أو زوجته
وأن يجعلها سلعةً ومتاعاً فقد رضي أن ينزل بنفسه إلى مرتبة
هي دون مرتبة بعض الحيوانات
– حفظ كرامة المرأة وصيانتها
فانتشار الزنا والسّماح به يؤدي إلى امتهان المرأة وإذلالها
وجعلها سلعة ومتاعاً لمن أراد والشرائع إنّما جاءت لتحقق كرامة الخلق وأخصّهم المرأة
لِما كانت عليه من المهانة والتحقير في الجاهلية
– الحدّ من انتشار الجريمة فالزنا يؤدي إلى شيوع الجرائم والقتل .
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوط
ن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب
اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها
ليلها ونهارها أرضها وسمائها فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .