بقلم محمد خضر
تعتبر أيام العشر من ذي الحجة من أعظم الأيام فهي الأيام التي فرض الله فيها الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج فقد خص الله عزّ وجل هذه الأيام بالكثير من الخيرات والطاعات مما يستوجب على العبد شكره الله وحمده لبلوغه موسم الخيرات ليفتح له أبوابها ويصيبه من بركاتها فيجتهد ويتسابق لفعل الخيرات فيها ومن أجل نيل رضى الله عزّ وجل والوصول إلى جنته يوم القيامة .
أهمّ الأعمال ……
والعبادات التي يستحبّ للمسلم القيام بها في هذه الأيام. أداء مناسك الحج والعمرة هما من أفضل الأعمال التي تؤدى بها في الأيام العشر بل من خصائص هذه الأيام مشروعية الحج فيها، قال الرسول صل الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [ متفق عليه]؛ والحج المبرور هو الحج الذي لم يخالطه إثم من رفث، أو فسوق، أو رياء، وهو الحج المحفوف بالخير والصالحات. الصيام يعتبر الصيام من أفضل الأعمال الصالحة حيث إن الله عزّ وجلّ قد اختصه لنفسه إلى نفسه فقال في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [صحيح البخاري]، وقد خصّ الرسول صل الله عليه وسلم”صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة، فقال عليه الصلاة والسلام: (صيامُ يومِ عرفةَ أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه. والسنةَ التي بعده) [رواه مسلم]، لذلك فإنّه من المستحبّ صيام أيام العشر من ذي الحجة؛ لأنّ الرسول صل الله عليه وسلم حثّ على عمل الخير فيها وقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب صيامها كالإمام النووي الذي قال: (صيامها مستحب استحباباً شديداً). الصلاة تعتبر الصلاة من أعظم العبادات وأكثرها فضلاً، لذلك يتوجّب على المسلم الحرص على أدائها في أوقاتها وفي جماعة، ويجب عليه أن يكثر من أداء الصلاة النافلة في هذه الأيام المباركة كصلاة قيام الليل، وصلاة الضحى وغيرها فقد قال صل الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله عزّ وجل: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري]. الصدقة الصدقة من الأعمال الصالحة التي حثّ الله عزّ وجل المسلم على القيام بها، خاصةّ في هذه الأيام المباركة
فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254]. الذكر يستحب في هذه الأيام ذكر الله عزّ وجل بجميع أنواع الذكر سواء بقراءة القرآن، أو التكبير، أو التحميد، أو التهليل، أو الاستغفار، أو الدعاء، فقال تعالى: ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )[الحج:36]، وقد نقل البخاري في صحيحه أن ابن عباس فسر قوله تعالى: (الأيّام المعلومات) بأنّها أيام العشر من ذي الحجة. فضل العشر من ذي الحجة أقسم الله بها في القرآن الكريم، فقال: (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [ الفجر: 1-22]. يوم عرفة فيهنّ، ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر ويوم العتق من النار، ويوم مغفرة الذنوب، كما أنّ فيها يوم النحر وهو يوم العاشر من ذي الحجة. اجتماع أمهات العبادة فيها وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والح