رؤية
بقلم /نجاح حجازي
في رواية العجوز والبحر
“the old man and the sea ”
رائعة الكاتب” إرنست هيمنجواي” والتي
قام بتأليفها في هافانا، كوبا في عام 1952 وتم تحويلها للعديد من الأفلام بنفس الإسم ،
نجد قصة الحياة تشبه قصة الصياد العجوز ، يخرج للصيد وحيداً كما نخرج كلنا للحياة،
يمضي الوقت ويكافح من أجل اصطياد سمكة كبيرة لتغنيه،
أخيراً يتمكن من الإمساك بسمكة ضخمة تسحبه لعمق البحر وتشغله عن العودة كما تشغلنا الحياة عما خلقنا لأجله،
وبعد أيام في عرض البحر وبعد كفاح وصراع شديد يتمكن العحوز من الإمساك بالسمكة ويربطها بجانب القارب ويبدأ رحلة العودة للشاطئ ،
ولكن هيهات أن يعود بها سليمة ،فأسماك القرش ظلت تنهشها طوال رحلة العودة ولم يتبقى سوى الهيكل العظمى الذي لا يساوي شيئا ،وقام بتركه على الشاطئ ليكون فرجة للناظرين وعاد لمنزله متعبا ومنهكا،
عندما راى الناس هيكل السمكة اندهشوا من كبرها وبقي اسم الصياد “سانتياجو” حتى يومنا .
نعم ظهرت لنا قوة الإنسان وتصميمه وعزمة على نيل أهدافه والوصول إلى ما يصبوا إليه وإمكانية انتصاره على قوى الشر والطبيعة وفقا لمقوله الكاتب الشهيرة “الإنسان يمكن هزيمته، لكن لا يمكن قهره”
ولكن الحقيقة خروج الصياد للشاطئ بلاشئ ؛كما نخرج نحن من الحياة ليس معنا الأموال والعقارات التي شغلتنا طوال الرحلة ،
نخرج وقد فقدنا كل شيئ مما عملنا الكثير لجمعه وصارعنا البحر والأمواج والناس للحصول عليه ، ولم ولن يتبقى لنا إلا الأعمال الصالحة ،
فطوال الرحلة تصارع الصياد العجوز أفكاره عن الحياة وآماله وهو ممسك بالخيط ويحاول إخضاع السمكة
تصوير لما يحدث لنا ونحن نحاول إخضاع الدنيا وتنتهي الرحلة إلى لاشئ كما تنتهي الأعمار وتختفي الآمال بالخروج إلى الشاطئ قابضين على اللاشئ.