الصداقة كنزٌ لا يفنى
بقلم: عمر الشريف
الصداقة هي مجموعة من الصفات الإنسانية الرائعة، فهي صفة تجتمع فيها المودة والحب والعشرة والإخاء، و الإيثار والمساعدة والوفاء.
لقد تجمعت كل تلك الصفات في قيمة الصداقة، فلم يستطع أي إنسان أن يحيا ويعيش بدون أصدقاء، وإلا أصبحت حياته بلا مذاق، فالأصدقاء هم من يحلون الحياة ومن يجعلوا من الحياة قيمة تستحق أن تعاش.
الصداقة هي واحدة من القيم الإنسانية العظيمة التي تقوم على العلاقات بين الأشخاص، وما يجمعهم من أصول الحب والمودة والإخاء، فالأصدقاء هم أخوة وبعض الأصدقاء بالفعل مكانتهم عند بعضهم البعض قد تكون أكبر من مكانة الأخ لأخيه، وهذا نوعٌ آخر من أنواع الأخوة وهو أن يجمع الحب بين الأشخاص الذين لم يجمعهم أب وأم، و إنما تحت مسمي الصداقة فقط، كما قيل في المثل المعروف: “رب أخ لم تلده لك أمك”.
فالأصدقاء الحقيقين يتعاهد بعضهم البعض على الوفاء، وأن يقف كل منهم جانب الأخر في فرحه وحزنه، ويتبادلون التعاون بينهم.
وهناك وجهان للصداقة، إما أن تكون صداقة حقيقية يحيطها و يملؤها الصدق والإخلاص، وإما أن تكون صداقة مزيفة يشوبها الكذب والنفاق و الغل والحسد… وهذا مايعطينا الدافع عن إختيار الصديق الذي يمنحنا بالفعل متعة وصفات الصداقة الحقيقية.
فكيف نختار الصديق الحقيقي ؟!
كما ذكرنا أن يكون هناك صدق في الأقوال والأفعال والحب والمودة بينكما، وليس التظاهر بالحب أمامنا ومن خلفنا يتحدث عنا بالسيء.
وقيل أقوال وأقوال عن الصداقة منها على سبيل المثال:
“الصداقة هي عقل واحد في جسدين” فالصديق الحقيقي هو الشخص الذي نجده بجانبنا بإستمرار، فنجده يفرح إذا فرحنا، ويحزن إذا أصابنا بلاء ومكروه، فهو أيضاً الشخص الذي ننتظر منه النصيحة دائماً، هو الذي يواجهنا بعيوبنا و أخطائنا دون تجميل فيها.
على عكس الصاحب المزيف الذي يتم تشبيهه بالظل، يمشي ورائك وخلفك عندما تكون في الشمس، ويختفي من ورائك عندما تكون في الظلام.
ذُكرت الصداقة في الإسلام أيضاً كما وضح وبين الله لنا في قرآنه الكريم في قوله تعالى:
“الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ”
وكما قال رسولنا الكريم (ص) :
“المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل”.
وضُرب لنا أشرف واروع الأمثال في الصداقة، وهي صداقة الرسول (ص) وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فلقد صحب أبي بكر النبي وسانده في أصعب الظروف.
ولابد أن يعرف الصديق بعض من حقوقه على صديقه واهمها:
– ألا يتكلم عنه بسوء في غيابه، وألا يفعل ما يضر بمصلحته.
– أن يقدم له النصيحة وأن يقف بجانبه في المواقف الصعبة.
– أن يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، وأن يلتمس له العذر.
– ألا ينكر فضله وأن يحفظ سره.
– أن يحفظ العهد بينهما وألا ينافق برأيه.
في الختام نقول أن الصداقة لا غنى عنها في أي مكان وزمان، ومهما واجه الإنسان من مشاكل مع أصدقائه، فلا يستطيع أن يعيش وحده، أو أن ينعزل عنهم، فسيستمر في البحث عن أصدقاء آخرين يعطونه قيمة للحياة، ويستطيعون الوقوف إلى جانبه.