السعودية تسعى لدعم سياساتها المستهجَنة في لبنان والمنطقة عبر فرنسا
متابعة – عبدالصبور بشير
صدر بيان سعودي ـ فرنسي مشترك -السبت- بعد زيارة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعـودية.
وأكد البيان أن البلدين يسعيان إلى تثبيت علاقة السعودية مع لبنان ودول المنطقة، وذلك عقب تردي مستوى هذه العلاقة بسبب ما يشير سياسيون مستقلون إلى أنه إيغال سياسات السعودية في عدم المسؤولية بشأن ملفات المنطقة، وسياستها المستهجَنة تجاه اليمن وتداعيات الأزمة الناشبة بين الرياض وبيروت بسبب تصريحات الوزير قرداحي، التي أكد فيها عبثية الحرب التي تقودها ضد اليمن، وما أسفرت عنه تلك التصريحات من ردود فعل متشنجة من السعودية ودول الخليج حدَت بالوزير قرداحي إلى إعلانه تقديم استقالته، وهو ما أثار أوساطاً ديمقراطية سياسية في فرنسا.
وقلَّل مراقبون من شأن البيان المشترك، معتبرين أنَّ ما أفسدته سياسة السعودية لن تصلحه وساطة فرنسا.
وأضافوا أن مطالبة السعودية وفرنسا لبنان بإجراء إصلاحات شاملة، يسري أولاً على حكومتَي السعودية وفرنسا اللتين تتهمهما أوساط حقوقية بارتكاب انتهاكات إنسانية.
واستغربوا من تشديد السعودية على الجانب اللبناني بضرورة الالتزام باتفاق الطائف ومطالبتها حكومة لبنان بالإصلاحات في القطاعات المالية والطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود، بينما السعودية نفسها تعاني مشكلات في حين تتناسى ذلك وتتجه إلى فرض وصايتها على لبنان.
واستبعدوا أي جدوى من وراء تأكيدات البيان على أهمية تعزيز دور الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن واستقرار بلاده، ما دامت السعودية تريد فرض شروط وقيود على ذلك الجيش بحُجة أنه موالٍ لإيران.
ولفتت أوساط سياسية وإعلامية لبنانية إلى أن الرياض كان الأحرى بها ألّا تسعى إلى لملمة شعبيتها المفقودة بسبب سياساتها عبر توسيط حليف جديد تضخ له المال لكسب موقف سياسي على حساب معاناة الشعب اللبناني وشعوب عربية أخرى.