بقلم الأثرية:- شروق اسماعيل
كثيرا ما نسمع هذه الجملة في أي خلاف أو مشاجرة في شارع أو نقاش ما في اي مشكلة
ياتري ما هي فصة هذا المثل
احيانا تأخذنا هذه الجملة للمعنى القريب ألا وهو ”الذوق والحس وفنون الإتيكيت الشعبي” وهو ما تربينا عليه من موروثات ثقافية طيبة،
إلا أن الكثير لا يعرف أن ”سيدي الذوق” لم يطاوعه قلبه للخروج من مصر، وفارق الحياة قبل أن يخرج من ( بوابة الفتوح غاضبا وآسفا على حال مصر ) .
من هو سيدي الذوق وما هي قصته
هيا بنا نتعرف علي حكاية سيدي الذوق ونرجع بالزمن الي الخلف ربما تكون رحلتنا بالتحديد في عهد الدولة المملوكية .
حيث كان يعيش رجل يعمل بالتجارة عرف بصلاحه ورجاحة عقله ، أشتهر بالحكمة والاخلاق الطيبة وحسن السيرة و الرأي وكان اسمه ( حسن_الذوق ) كان يجمع بين الإيمان والقوة ، واستغل هذا في الدفاع عن المظلومين ضد الظالمين وجامعي الإتاوه ووهب قوته لله
ولكن بعد ان ارتضاه رجال المحروسة حاكماً يفض ما نزع بينهم من مشاحنات.
فكان دائما مشغولا بحل المشاكل التى قد تحدث فى السوق الكبير بحكم عمله بالتجارة، وكان دائما يعمل على صلح المتخاصمين وكان دوما ينجح فى ذلك حتى قامت في أحد الأيام مشاجرة قويه، وحاول سيدي ( حسن الذوق ) حل النزاع كالعاده لكنه فشل ولأول مرة لا يسمع لكلامه أحد
وتطور الامر ، واتي والي القاهرة واخذ الفريقين المتنازعين وسجنهما وكانت تلك الواقعة بمثابة فشل ذريع لسيدي الذوق وايذانا بانتهاء دوره وقوته الناعمة في القاهرة
فاغتم الذوق ولم يستطع تحمل هذا وقرر الرحيل، دون أن يودع أحدًا.عند رحيله من المحروسة خرج ليلا من باب الفتوح في قلعة المعز ولكن قلبه الحزين لم يتحمل هذا فسقط ميتا
فحزن الناس عليه، وقرروا أن يدفنوه؛ حيث وقع، وبالفعل دفنوه خلف الردف الخشبي ( لـبوابة الفتوح ) – المكان الذي تخرج منه الجيوش للقتال، ودهنوا مقامه باللون الأخضر.
ولم ينسي الناس من سكان العاصمة ابدا سيدي حسن الذوق رمز العزة والاخلاق الحميدة وتندروا به وبصفاته الحميدة وحتي يومنا هذا عندما تنشب مشاجرة او نزاع يقول العامة من أهل القاهرة ( الذوق_مخرجش_من_مصر) كمقولة أو مثل شعبي لتذكير المتنازعين بالاخلاق الحميدة لسيدي الذوق ودوره في فض المنازعات وحل المشاكل وإنهاء المشاجرات.