بقلم إيڤيلين موريس
اذا كنت حزينا أو فرحا ، مشتاقا لأحدهم أو خائفا من أحدهم ، أو إن كنت تصلي خاشعا أو تتثائب من فرط النعاس فإنك تذرف بعض الدموع كردة فعل طبيعي للتعبير عن مشاعرك المختلفة ولكن لماذا نري البعض وقد جفت دموعهم فلم يعودوا قادرين علي التعبير بها
والحقيقه ان للدموع أسباب ودوافع كثيرة بعضها داخلي في القلب والفكر والشعور بل وفي طبع الإنسان ذاته وبعضها خارجي يختص بالظروف
فالرقة والحساسية تجعل الإنسان دموعه قريبة وسهلة عكس القاسي القلب دموعه عزيزة وإن بكي هذا الشخص يوما فيكون السبب خارجي وقوي جدا او خطير حتي أن طبعه القاسي لم يصمد و لم يقف حائلا بينه وبين دموعه لذا فإن دموع المرأة اقرب جدا من الرجل لأن طبيعتها الرقيقة تجعلها أكثر تأثرا منه لكن إذا بكي الرجل تكون دموعه أكثر عمقا وأشد تأثيرا .
كذلك الطفل تكون دموعه اقرب وأقل تأثيرا في طفولته أما حين يصيرشابا أو رجلا فأن دموعه تصير أغلي لأنها أشد عمقا .
والإنسان الرقيق يتأثر بأقل شئ وتسيل دموعه بسرعة وتلقائية وهي دموع طبيعيه لا تصنع فيها وهناك من الأمور الكثير التي تهز قلوب أصحاب المشاعر الرقيقة بينما لا تؤثر في غيرهم من أصحاب المشاعر القاسية أو الذين لهم قدرة على السيطرة في مشاعرهم .
والدموع والقسوة لا يتفقان إلا إذا كان هناك أسباب قوية جدا قد هزت تلك القلوب من الداخل وهنا يكون التأثر وقتي والدموع مؤقتة.
بكاء الإنسان الرقيق هو أمر طبيعي ومتكرر لاسباب كثيره داخليه و خارجيه فإذا لم يكن الإنسان رقيق الاحساس بطبعه فعليه أن يقتني تلك الرقه ويبحث عن وسائل اقتنائها ويدرب نفسه عليها ومن الطبيعي أنه كلما اقترب الإنسان من الله كلما رقت مشاعره وكذا حين يعاشر رقيقي الطبع يتعلم منهم رقتهم وكذلك عليه أن يبتعد عن الأسباب التي تؤدي إلي شدة الطبع أما أفضل ما يمكن صنعه هو أن نربي أبنائنا على رقة الطبع فحين يرى الطفل تأثر والديه بآلام الآخرين ومساعدتهم للمحتاجين وبكائهم على من هم في ضيقة فإن هذا يولد فيه رقة تحفظ قلبه وتحميه من القسوة والعنف والتذمر والغضب وغيرها من الأمور التي تجعل منه شخص غير محبوب من الله والناس.