الحرب في السودان الي متي؟
كتب /عصام العربي
أكثر من ثمانية أشهر وقرابة الشهر التاسع احداث دامية متواصلة أدت الي تدمير الاخضر واليابس والبنية التحتية للمدن السودانية.
بداية من العاصمة السودانية الخرطوم تلك المدينة التي باتت تشهد دمارا شاملا وصولا لمدن أخرى
ولم يتبقَّ فيها سوى النيلين الأزرق والأبيض اللذين لم تدمرهما الحرب.
ولا تزال ملفات الحرب السودانية تنتقل بين عواصم دول الجوار السوداني
القاهرة وأديس أبابا
وأسمرا لإيجاد حلول لها دون أن يكلل المسعى بنجاح وسط تطورات بل وازديا في حالات الشتات والقتل وتجويع الصامدين الذين لم يتمكنوا من الفرار نظرا للعجز المادي..
المشهد السياسي السوداني الذي وصل لطريق مغلق تماماً مع ازدياد وتيرة الحرب والهجرات للسودانيين وتأزم الوضع بصورة كبيرة يوما يلي الآخر.
حتي اصبح الجميع يتهم فيها الطرفين بتأجيج الصراع بين الدعم السريع والقوات المسلحة المجلس السيادي
يرى آخرون أنها تتحرك بدعم وتحريض من قبل النظام السابق كما يحلو للبعض ربط الصورة الحالية للمشهد وتحركات الشارع السوداني الذي يعتبر المتضرر الأول والأخير.
هناك مجموعات ترى أن الحركة الإسلامية السودانية تحاول تصدىر للمشهد من خلال دعم طرف دون الآخر خاصة
في ظل تحركات باتت تظهر لقيادات المؤتمر الوطني في محيط المنطقة السودانية عبر دول الجوار السوداني وهي بحد ذاتها جعلت مكوناً سياسياً آخر في السودان.
“الحرية والتغيير” وآخرين ينتقدون تحركاتها ويتهمونها بأنها تعمل على تأجيج الصراع في الشارع السوداني.
لا يخفي علي الجميع إن المشهد السوداني أكثر ضبابية في ظل الانقسامات الحالية
بمصطلحات متعددة ظهرت في الشارع وتسميات تطلق من قبل الدعم السريع والمجموعات
التي تتهم قيادات المجلس السيادي بالانتماء للنظام السابق “حكومة المؤتمر الوطني” ومجموعات القوات المسلحة والموالية لها تتهم القوى الأخرى بأنها تعمل بتوجيهات من جهات خارجية.
ومن وقت لآخر يتفاءل الجميع بظهور نجم في الأفق قد يؤدي لتضميد جراح السودانيين
ولكن التحركات الإقليمية والدولية تعمل على دعم طرف دون آخر وكانت سبباً لتصعيد الخلاف مرة أخرى وفشل التحركات التي يقوم بها المجتمع الدولي والإقليمي من أجل زرع ولو نسبة ضئيلة من آفاق السلام في سماء السودان.
وبعد تحركات “إيغاد” الأخيرة لخلق تقارب ودعوة الطرفين رئيس المجلس الانتقالي السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع راعي الإبل محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقاء مرتقب
بينهما تعالت الأصوات والتنبؤات بأنه سيكون ما بين عنتيبي الأوغندية وجيبوتي
لتعلن “إيغاد” و”الخارجية” السودانية عدم قدرة حميدتي على الوصول والمشاركة في القمة التي كانت مرتقبه
وأكاد اصفها بالمستحيلة التي كان ينتظرها الجميع بفارغ الصبر لنعود مرة أخرى لمربع الاتهامات في المشهد السوداني بين الطرفين المتصارعين وحرب
تطول مدناً أخرى خارج إطار وحدود العاصمة الخرطوم التي وصفت بأنها أشبه بمدينة للأشباح.
وما بين جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا ظلت لقاءات القيادات السودانية المتصارعة
تتأرجح من أجل شرح موقف كل طرف والوضع الذي وصل إليه السودان خلال الحرب
التي اندلعت بينهما وهو بدوره أدى إلى الانقسامات بين قيادات “إيغاد” والاتحاد الأفريقي.
وكان الجميع يضع آمالاً على لقاء جيبوتي الذي كان من المقرر إقامته قبل نهاية عام 2023
ولكن بعد تحركات مكوكية فشل اللقاء الذي كان تحت رعاية “إيغاد” بعد أن تقرر أن قائد الدعم السريع لم يستطع الوصول إلى جيبوتي
دون ذكر تفاصيل حول أسباب عدم مشاركة حميدتي في الوقت الذي كان يقوم فيه بجولة في دول المنطقة ما بين كينيا وأوغندا وجيبوتي وإثيوبيا ليُعلن فشل المفاوضات
أو كما يصح أن يطلق عليها لقاء جيبوتي تحت رعاية “إيغاد”.
اللقاء المقترح الأخير للفريق البرهان وقائد الدعم السريع أياً كان نوعه “مفاوضات مشاورات و تفاهمات، اتفاق.. إلخ”
في أي منطقة وتحت رعاية أي جهة قد يكون له دور كبير في إخماد نار الحرب إن كانت هناك إرادة سودانية لوقف نزيف الحرب في بلد
ربما إن استقر سيكون له مستقبل واعد ليس للشعب السوداني فقط بل للمنطقة كلها.
حتي هذا اللقاء المرتقب فشل خاصة بعد ظهور عبدالفتاح البرهان واعلان تسليح قوي الشعب مما ازداد الازمه وجعلها الاكثر تعقيدا.
هنا حرب السودان حيث اصبحت قضية منسية بالنسبة للمجتمع الدولي وتوجهت البوصلة الدولية ناحية غزة..
ومازالت الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي مكتوفين الأيدي..
ولا نملك إلا أن نقول لك الله ياوطن.