د/سحر زغلول
يلعب التفاؤل دوراً بعيد المدى في حياتنا النفسية وفي سلوكياتنا و في علاقاتنا بغيرنا وفيما نقوم به من خطط فى حياتنا و التفاؤل دليل على حسن ظنك بالله تعالى ويجلب السعادة إلى النفس والقلب
فمعظم ماينتج عنا من أفكار او عواطف او أعمال ،يرتبط بشكل أو بآخر بما يعمل في جهازنا النفسي من تفاؤل ، وما يدور في خلدنا من أفكار وما يشيع في قلوبنا من مشاعر و يؤثر الى أبعد حد في إدراكنا للواقع الخارجي ويكون ذلك وفقا لقانون الجذب الذى يعمل وفق مبدأ ان الانسان كالمغناطيس يجذب اليه الاشخاص والاحداث التى تتناسب مع طريقة تفكيره ولانك تجذب ما تفكر فيه لذلك فكل ما يحيط بك هو عبارة عن ما يوجد فى ذهنك من صور وانت من يجذبها
فتفاءل لنفسك لاننا من نسعد أنفسنا أو نشقيها لاأحد يسعدنا أويشقينا سوى أنفسنا.. فعندما تفكر في الخير يتدفق الخير إليك وإذا فكرت في الشر يأتي ذلك الشر فأنت رهينة ما تفكر فيه طوال اليوم.
لذا علينا ان نترك كل مشاعرنا السلبية ونتفاءل ونبتسم للحياة لتبتسم لنا فعندما يجعل الانسان الحزن عنوانا ليومه ويردد انا حزين انا مهموم سيزيد هذا من حزنه وهمه ..حتى لو كانت السعادة قريبة منه لن يشعر بها.. لذا فعليك ان تتحدث بسعادة فانت كما تقول تكون
فحقا ان الاشياء الجميلة بداخلنا وليست فى الاحداث فعندما تمتلك عينا جميلة ترى كل شىء من حولك جميل ؛ إن تدريب الناس على الصفات المرتبطة بالتفاؤل تحررهم من البقاء عالقين في الفشل الذي قد يتعرضون له وتمكنهم من ان يصبحوا مليئين بالطاقة و تؤثر على أساليب تعاملهم مع الضغوط، والتفاؤل له تأثير في السلوك الإنساني وفي الحالة النفسية للفرد لتأثيره الإيجابي على مناعة الجسم مما يساعدعلى المضي قدما في الحياة والوقاية من العديد من الامراض كأمراض القلب وغيرها
ويرى علماء نفس الشخصية ان التفاؤل أمر أساسي لصحة الجسم ..فالشخص المتفائل يتوقع الخير والسرور والنجاح ، ويحقق التوافق النفسي والاجتماعي ، وينظر إلى الحياة بمنظار إيجابي ويكون أكثر إشراقاً واستبشاراً بالمستقبل وبما حوله ، ويتمتع بصحة نفسية وجسمية جيدة..
و لكي تكون سعيداً بمعنى الكلمة فإنك في حاجة أن تشعر بالرضا عن ماضيك وحاضرك ومستقبلك و لنتذكر ان السعيد هو من يتعلم كيف يعيش مع الاشياء التى يمتلكها ويقتنع بها فلا تيأس عند حدوث اى مشكلة او عارض فعندما تتفاءل تهدأ نفسك..وتتمتع بصحة جيدة وتفتح حقولاً جديدة تزرع فيها آمالك.. فقط ابحث عن الكنز الذي بداخلك و درّب نفسك أن تبحث عن ضوء ٍ في نهاية النفق وأن تشعل شمعة في جنح الظلام, وإياك أن تعتقد أن العالم ضدك, وأنك ولدت مع سحابة سوداء فوق رأسك, لست بحاجة أن تكون ضحية لجذور اليأس.. فمن التفـــاؤل يولد الأمــل ومن الأمـــل يولد العمــل ومن العمــل يولد النجــاح….اعرف إنك تستطيع إعادة صنع نفسك لتستمتع بالحياة..فالاستمتاع بالحياة يجعلك أكثر سعادة وتسامحاً وتصالحاً مع ذاتك والآخرين من حولك.. فكل إنسان قادر على خلق سعادته وفق طريقته في التفكير، ونظرته للأمور والأحداث، فإذا أراد أن يكون سعيداً فعليه أن يفكر بطريقة إيجابية ملؤها التفاؤل يسودها الرضا يميزها النجاح ، يملأه الصمود ينظر إلى الجانب المشرق في حياته يتذكر الخبرات السعيدة السارة ويتعامل مع أحداث الحياة على أنها جالبة للفرح والسرور.
فالدنـــيا جميلـــة .بالقلــوب التي تبث فينا الأمــل والتفاؤل فكن انت من هذه القلوب
.وللحديث بقية ..