كتبت : سامية بلال
مرت سنوات العمر سريعا….كانها ساعات من نهار ..تغيرت الملامح والصور والاشكال.غاب المحبون وماتت الاصول والجذور….اخذتنا دوامه الحياه..التقينا….تفرقنا..تحدثنا ..تعاتبنا
لكن…هناك ملتقي..سوف ياتي الاحبه اليك ايها البيت الكبير…مازلت باقيا..شامخا رغم قسوه الزمن وقد ترك اثاره علي جدرانك…
اتذكر ايام الطفوله وانا اري اسوارك العاليه. يعلوها سورخشبي تزينه اشجار الزينه الملونه
حديقتك الجميله بها شجيرات الكرم……. والموزوالخوخ والجوافه والليمون ومرجيجه صنعتها امي من الاحبال المتينه كي نلهوبها
كلب الحراسه مازلت اتذكره ..كان يصاحبنا ونحن ذاهبون الي المدرسه. ثم يعود. بمفرده.
صوت ضحكات اخوتي ونحن نلعب في حديقه المنزل ذو الابواب الاربعه… ندخل من باب…
ونخرج من اخر …في سباق….. الفائز …من يلحق بي….تنهيده الزمن كانها حسرات…..
مازالت صورتك في عيني. لم تري جمالا مثلك ولم تملا جفوني صورا تضاهيه…صاله الاستقبال بهو كبير. عالي الجدران..علي جانبيه سبع حجرات كبيره. شاهقه النوافذ ..تقف فيها وترفع يدك لاعلي ..لاتصل لنهايتها…رسومات الاسقف تحكي جمالا وتاريخا..وابداعا لزمان..ولي ومضي…حكايات سطرت علي نقوش الابواب…عوامل التعريه تركت بصمتها علي الاسوار…لكن …مازلت ..شامخا….
في كل اتجاه..اري بيوت العائله .وكانها تكمل المنظومه بالدفء والحنان…لازلت اتذكر صوت
ابي وهو يدعونا الي الصلاه ..فاجري وامسك يده. انا واخي ونذهب لصلاه الفجر…
اتذكر ابتسامه امي …فهي فيضان المشاعر والاحاسيس ونبع الحنان الذي لا ينضب….
في المساء…ياتي الاقارب ويمتلاءاالبيت حبا ودفئا ….يحتسون القهوه وتتعالي الضحكات مع دخان السجائر..وهم يقصون حكايات الزمن الجميل. اتنهد……تنهيده الزمان….كبرنا….وقد مر من ابوابك اصدقاء الطفوله والدراسه والصبا والمراهقه والشباب…تزوجنا واقيمت الافراح واحتفالات المواليد… ونجتمع ونفترق ونسافر ونعود… ولا زلت باقيا…ولازلت شامخا…
رحل المحبون…رحل ابي..ثم امي…و اصبحت عجوزا قديما…..لكنك…ذات الاصول الطيبه
لازلت ….شامخا…..لازلت …باقيا…ساسافر. وارحل…واغيب…لكني يوما ساعود…ساعود اليك…..بيتي الكبيىييىييييييييييييييييير