الادب مع النفس
الكاتب محمود سعيد
يؤمن المسلم بان سعادته في كلتا حياته الاولى والثانيه موقوفه على مدى تاديب نفسه وتطيبها وتسكيتها وتطهيرها كما ان شقائها منوط بفسادها وتدسيتها وخبثها وذلك للدلاله الاتيه
قال تعالى في كتابه الكريم قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها في سوره الشمس الايه 9 و10 وقوله تعالى ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنه حتى يلج الزمن في سم الخياط وكذلك نجي المجرمين لهم من جهنم مهادا ومن فوقهم غواشه وكذلك نجي الظالمين الذين امنوا وعملوا الصالحات لا
نكلف نفسا الا وسعها اولئك اصحاب الجنه هم فيها خالدون سوره الاعراف الايه من 40 الى 42 وقوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر سوره العصر من الايه واحد الى ثلاثه وقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلكم يدخل الجنه الا من ابى قالوا من يابى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنه ومن عصاني فقد ابى وقوله صلى الله عليه وسلم كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها او موبقها
كما يؤمن المسلم بان ما تطهر عليه النفس هو حسنه الايمان والعمل الصالح وان من تتدسى به وتخبث وتفسد هو سيئه الكفر والمعاصي قال تعالى واقم الصلاه طرفي النهار وضف من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات سوره هود الايه 114 وقوله بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون سوره المتطفلين الايه 14 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا اذنب ذنبا كان نقطه سوداء في قلبه فانت باغ نزع واستعتبر ثقل قلبه وان
زاد زادت حتى تعلق قلبه فذلك الران الذي قال الله تعالى كلا بران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وقوله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنى تمحها وخالق الناس بخلق حسن من اجل هذا يعيش المسلم عاملا دائما على تاديب نفسه وتزكيتها وتطهيرها اذا هي اولى من يؤدب فياخذها
بالادب المزكيه لها والمطهر لادرانها كما يجنبها كل ما يدسها ويفسدها من سيء المعتقدات وفاسد الاقوال والافعال يجاهدها ليل النهار ويحاسبها في كل ساعه يحملها على فعل الخيرات ويدفعها الى الطاعه دفعا كما يسرفها على الشر والفساد صرفه ويردها عنهما ردا واتبع في اصلاحها وتاديبها تطهر وتزقوا الخطوات التاليه اول خطوه فهي التوبه والمراد التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي والندم على كل سالف والعزم على
عدم العوده الى الذنب في مقبل العمر وذلك لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبه نصوحه عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار سوره التحريم الايه ثمانيه وقوله وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون سوره النور الايه 31 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس توبوا الى الله فاني اتوب الى الله في اليوم 100 مره وقوله من تاب قبل ان تطلع
الشمس من مغربها تاب الله عليه وقوله ان الله عز وجل يبسط يده بالليل يتوا مسيء النهار ويبسط يده بالنهار يتوع مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها وقوله الله اشد فرحا بتوبه عبده المؤمن من رجل في ارض دويه مهلكه معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظا وكذهبت فطلبها حتى ادركه
العطش ثم قال ارجع الى مكاني الذي كنت فيه فانام حتى اموت فضع راسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه فالله اشد فرحا بتوبه العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده وما روى من ان الملائكه هنئت ادم بتوبته لما تاب الله عليه . ثانيا المراقبه وهي ان يدخل المسلم نفسه بمراقبه الله تبارك وتعالى ويلزمها اياهم في
كل لحظه من لحظات الحياه حتى يتم لها اليقين بان الله مطلع عليه عالم باسرارها رقيب على اعمالها قائم عليها وعلى كل نفس بما كسبت وبذلك تصبح مستغرقه بملاحظه جلاله الله تعالى وكما له شاعره بالانس في ذكره واجد الراحه في طاعته رغبه في جوار مقبلات عليه معرضه عما سواه وهذا معنى
اسلام الوجه في قوله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجه لله هو محسن سوره النساء الايه 125 وقوله سبحانه ومن يسلم وجهه الى الله هو محسن فقد استمسك بالعروه الوثقى سوره لقمان ايه 22 وهو عين نادى اليه الله تعالى في قوله واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه سوره البقره الايه
235 وقوله ان الله كان عليكم رقيبا سوره النساء الايه واحد وقوله سبحانه وما تكون في شان وما تتلو منه من قران ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون في سوره يونس الايه 61 وقوله صلى الله عليه وسلم ان تعبدوا الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فعليك اخي المسلم المؤمن بان
تراقب نفسك في خلوتك في فراغك لان هذا يستغل له الشيطان ويوسوس لك حتى تتبعه فاذا اتبعته خسرت كل شيء واذا تملك قلبك فقد تملكت الفحشاء من قلبك وزاد قلبك سوادا بدلا ان يكون فيه نورا بنور الايمان اتقوا الله عباد الله ولا تتركوا انفسكم الى شهواتكم والي المعاصي