صباحيات كاتب
بقلمي / حامد ابوعمرة
كلها أوقات قليلة تفصلنا عن إعلان نتائج الثانوية العامة في بلادنا فلسطين الحبيبة بالضفة وقطاع غزة ، وهو حدث له مكانة وأهمية كبرى لدى الجميع حيث تكون هناك طقوسا خاصة بهذه المناسبة التي أصبحت ذات طابع وتقليد معين وكأنها عرسا جماهيريا يحتفي بها ويتابعها الجميع سواء من كان لهم أبناء أو لا ..هي أوقات قصيرة تفصلنا مابين الألعاب النارية والمفرقعات التي تحدث أصواتا عالية، وتوزيع الحلوى وتشغيل الأغاني التي تتعلق بالنجاح ، والتهنئة للطلاب والطالبات الناجحين ولأهاليهم ..أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق جميع الطلاب وأن يدخل البهجة والسرور على قلوبهم وقلوب أهليهم وأقاربهم ليس في فلسطين فحسب ، بل في كل بلاد العرب أوطاني ..ولكن الشيء الذي أنتقده وبشدة وأستهجنة هو الانحراف بالسلوك المجتمعي إلى إرتكاب بعض التصرفات الحمقاء من قبل البعض كإطلاق الرصاص الحي في الهواء تعبيرا عن الفرحة بالنجاح أو مجاملة للناجحين في الوقت الذي قد تصيب فيه هذه الطلقات صدور الأبرياء وبل وتقتلهم كما حدث في السنوات المنصرمة من نتائج مأساوية حولت الفرح إلى سرادق للعزاء وسط حالة من الحزن والقهر حيث يدفع ضريبة ذلك الابتهاج الشاذ أناس، لا حول لهم ولا قوة الا بالله..وكذلك أيضا من الأشياء المنتقدة هو أن الأسر او العائلات التي تنتظر تلك النتائج تخلق حالة من التوتر النفسي والاضطراب والقلق ممايؤثر سلبا على أبنائها الذين من هم يمتلكون إرادة ضعيفة فيلجأ البعض منهم للزج بنفسه إلى الانتحار فيقتل نفسه، إرضاء لعائلته التي صورت له أن الأمر إما حياة أوموت بل أن موته أهون عليهم من الرسوب ..! والحقيقة هي أن هناك طوابير من خريجي الجامعات ومن الأوائل قد تخرجوا وشهاداتهم مازالت معلقة على الجدران لا تجد من يكترث بها ، فلا عمل ولا توظيف وسط اصطفاف طوابير الخريجين وتدافعهم صوب نوافذ البطالة الكئيبة هي ليست دعوى مجانية للبؤس أو الإحباط وإنما للتريث والتدبر ..صحيح أن النجاح هو أجمل لحظات الانسان في الدنيا ، وأن الرسوب من أسوأ الأشياء التى يكابدها الإنسان، وأقول الرسوب وليس الفشل لأن الذي يرسب أو ينجح لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا ، وأن الذي يزهق نفسه رخيصة من أجل دنيا زائلة لا يستحق أساسا الحياة ..! فالنجاح الأكبر هو الفوز في الدارين برضى من الله.