الأقربونَ أوْلى بالمعروفِ
بقلم :أشرف عمر
الأقربونَ أوْلى بالمعروفِ
هو من الأَحَادِيثٌ المُنْتَشِرةٌ عن الرسول ولا تَصِحُ
وليس بحديث ، لكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أنسُ بنُ مالِكٍ أنه قال لأبي طلحة الأنصاري في أرض له أراد أبو طلحة أن يتصدق بها: “أرى أن تجعلها في الأقربين” فجعَلَها لأُبَيِّ بنِ كَعبٍ، وحسَّانَ بنِ ثابتٍ، وكانا أقرَبَ إليه منِّي.*
*شرح حديت أنسُ بنُ مالِكٍ:*
للقَرابةِ حُقوقٌ عَظيمةٌ، وهي أوْلَى بالتَّقديمِ في كُلِّ خَيرٍ، والقَرابةُ هي كُلُّ ذِي رَحِمٍ مِن قِبَلِ الأبِ أوِ الأُمِّ، ولكنْ يُبدَأُ بقَرابةِ الأبِ قَبلَ قَرابةِ الأُمِّ، ويُقَدَّمُ مَن قَرُبَ على مَن بَعُدَ في إعطاءِ الخَيرِ والمَعروفِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه: “لَمَّا نَزَلتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، أو: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]، والمعنى: لن تَنالوا الخَيرَ وتَحصُلوا على الثَّوابِ إلَّا بالإنفاقِ مِمَّا تُحِبُّونَ مِن أموالِكم، وتُنفِقوا في سَبيلِ اللهِ بالقَرضِ الحَسَنِ والنَّفَقةِ الخالِصةِ التي ليس فيها رياءٌ ولا مِنَّةٌ على الناسِ. وتَنَزَّهَ اللهُ سُبحانَه أنْ يَطلُبَ المالَ لِنَفْسِه، ولكنَّه أمَرَ الأغنياءَ بإعطاءِ الفُقَراءِ، ووعَدَهم على ذلك الأجْرَ العَظيمَ. قالَ أبو طَلحةَ: “يا رَسولَ اللهِ، حائِطي” وهو بُستانٌ وحَديقةٌ له “في مَكانِ كذا وكذا صَدَقةٌ للهِ تَعالى”، يُريدُ أنْ يُنفِقَها في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ استِجابةً لِتلك الآيةِ؛ لِيَطلُبَ بها الخَيرَ، ويَدَّخِرَ أجْرَها له عِندَ اللهِ تعالَى، “ولوِ استَطَعتُ أنْ أُسِرَّه لم أُعْلِنْه”، أي: لأنفقتُه في السِّرِّ ولم أُعلِمْ به أحَدًا؛ حتى تَكونَ الصَّدَقةُ أكثَرَ إخلاصًا لِوَجهِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وأكثَرَ أجْرًا وأعظَمَ ثَوابًا، كما قال الله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 271].
“قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اجْعَلْه في فُقَراءِ أهلِ بَيتِكَ وأقارِبِكَ”، أي: أنفِقْها واقْسِمْها في أهلِكَ وأقرِبائِكَ؛ وذلك لِأنَّ الأقرَبينَ أوْلَى بالمَعروفِ، والصدقةُ عليهم صَدقةٌ وصِلةٌ، فجَعَلَها أبو طَلحةَ “لأُبَيِّ بنِ كَعبٍ، وحَسَّانَ بنِ ثابِتٍ”، وهم مِن بَني عُمومَتِه “وكانا أقرَبَ إليه منِّي”، حيث كان أنَسُ بنُ مالِكٍ ابنَ زَوجةِ أبي طَلحةَ، أُمِّ سُلَيمٍ.