بقلم// ثناء عوده ..
شابوه وتعظيم سلام للأخوة السوريين، هللتم سهلاً في بلدكم الثاني مصر .
بدأت مقالي بالثناء على الأخوة السوريين، لأنهم فضحوا الشباب المصري الذي دائم الشكوى من البطالة، ودائم السخط على بلده، وأنه فضل الهجرة الغير شرعية عبر مراكب الموت، على أنه يعيش ويكافح في بلده ويعمرها، فأين هذه البطالة التي تعاني منها أيها الشباب ؟.
فهذه البطالة ما هي إلا في نفوسكم الحاقده على بلدكم الذي تربيتم فيه .
فأين هذه البطالة ؟
و يومياً تقوم القيادة السياسية بإفتتاح مشروع جديد، فأنا لا أعلم حقيقي متى تم وضع حجر الأساس له !! .
ففي الماضي كنا نري حجر الأساس ولا نري المشروع، ولكن الأن نري افتتاح المشروع ولا نعلم متي وضع له حجر الأساس، من كثرة المشاريع المتعاقبة والمتلاحقة، في وقت وجيز .
فأين أنتم من هذه المشاريع وأين أنت من قروض المشروعات متناهيه الصغر .
و أين أنتم وأين أنتم ؟!!.
فلقد أتي الشباب السوري وهو مشرد من بلده، وفقد أهله وأسرتة، ولايملك سوى ملابسة، منهك القوي، ومحطم نفسيا، ولكنه يملك إرادة فولاذية، وإيمان قوي بربه أنه لن ينساه، وأن لكل مجتهد نصيب، وأنه لم يتعالى على الرزق، فواجه ظروفه الصعبه، و بدأ من الصفر وفي غضون سنوات قليله، أصبح المنتج السوري يغزو مصر بأكملها، بجودة عالية وسعر منافس، ولم يتعالى على العمل، بل أخذ العمل على محمل الجد، ولم يتهاون في عمله، حتى وإن كان لا يتناسب مع مؤهلة، أو مع إمكانياتة، فقد رأيت أصحاب مؤهلات عليا يبيعون حلوى من إنتاجهم، ومن إنتاج ذويهم، وقاموا ببيعها أمام النوادي، ثم بعد ذلك تطور الأمر وبعد الإقبال عليهم، اتجهوا لفتح محلات خاصه بهم، تجمعوا في مجموعات واتحدوا مع بعضهم البعض، وأصبح الآن الإسم السوري في مصر ماركه مسجلة للجودة، وهذا علي سبيل المثال لا الحصر، ناهيك علي الشوارع التي سميت بهم لوجود منتجاتهم بها، وهكذا !!! .
شابوه لك أيها السوري، فعلاً قصص نجاح من العدم، ولدت من رحم المعاناة .
فأين أنت أيها الشباب المصري، هل مازالت تجلس على القهوه، وتسب وتلعن في الحكومة، التي لم توفر لك العمل المناسب لمؤهلك، والذي أنت بالأساس لم تسعى إليه، بل تنتظر جواب التعيين يأتي لك على القهوة .
ولكن هذا تراث تربينا عليه، أننا ننتظر من الحكومة أن تعمل لنا كل شيء في حياتنا كأنها أمنا التي ولدتنا وننتظر منها أن تفطمنا .
ولكن أيضاً لكي لا أكون مجحفة بحق الشباب المصري .
فهؤلاء الشباب هم القلة القليلة من الشباب المصري، وهذه الفئة غالباً، مهما صنعت لهم الدولة، فهم لن يرضوا أبدا، فهم لا يرون ف البلد إلا السلبيات، ولا تقع أعينهم إلا علي ما هو سلبي، ليبرروا سخطهم ع البلد، فهم لا يرون الإيجابيات، أو بالأحرى هم لا يودون رؤيتها .
ولكن الأغلبية العظمى من الشباب، فهم نماذج مشرفة،
فهناك نماذج من الشباب من ينحت في الصخر، فلا ينتظر شيء من الدولة سوي تشجيعه فقط، فهناك بعض النماذج التي لا تعتمد على شهادتها، بل ابتكرت وظائف خاصة بها، لا تمت لمؤهلها بصله، واعتمدت على مجهودها الذاتي بل وقامت بمساعدة بعض الشباب الأخر في إيجاد فرص عمل له، وهناك أيضاً بعض الشابات المصريات التى قامت بمشاريع منزلية، ومساعدة ذويها على الحياة الكريمة، فمنهم أيضاً من أمتهن مهن هي بالأساس للرجال، مثل :
سائقى تاكسى، وميكروباص، وميكانيكي، وهكذا !!.
ولكن أيضاً أنا لا أعفي مسؤلية الدولة، في ما أل إليه هؤلاء الشباب لسنوات طويلة، فهي ليست صنيعة السنوات القليلة الماضية ولا تتحمل مسؤولياتها، وإنما هذه نتيجة تراكمات من سنوات مضت على مدار 50 عاما، فلم تولي الدولة اهتماماً بالشباب، ولا متطلباتهم وتركتهم فريسة لأفكار ليست بالمنطقية، وتركتهم لجماعات تبث افكارها في عقولهم، وأيضاً تركت أفكارهم تتوغل في كل أركان الدولة، من إهمال للتعليم، والصحة، وجميع الخدمات التي كان من المفترض اليد العليا فيها للدولة، والآن نحن المجتمع والحكومة نجنى ثمار ما تم زراعتة، على مدار الأعوام الماضية، فالشباب مظلوم، فهذه نتيجة ما زرعتموه، فالمسئولية مشتركة .
وأيضاً عليك أيها الشاب المصري أن تترك كرسي القهوة،
فلا تحرج نفسك أكثر من ذلك، بمقارنتك مع الشاب السوري، والذي بلده لم تقدم له أي شئ من الحياة الكريمة، ومع ذلك لم يخرج ف الاعلام المعادي ساخطآ علي وطنه، ولكنه كافح وبني نفسه، منتظراً عودته لبلاده، لتعميرها بأيديهم .
ولذلك أيها الشاب المصري اعتمد على نفسك، ولا تجعل نفسك أداه للضغط بها على الدولة من قبل الأبواق الإعلامية المعادية للدولة، وبعض الدول المتربصة بنا، والتي تستخدمكم ورقة رابحة للنيل من الدولة، أو تستغلكم في أعمال عدائية، أو أن تقول إن الشباب المصري يعاني من البطالة، لتجعلك محطم نفسياً، وفاقد الثقة في نفسك، وفي بلدك، فهذه الجملة كانت من الماضي .
ولكن الأن وبعد أن رأينا بأم أعيننا كفاح الشاب السوري، وما وصل إليه .
لم تعد هذه المقولة لها أساس من الصحة، فعليك أيها الشاب المصري، أن تساعد نفسك أولا، وبلدك ثانياً، بالعمل بأي مهنة دون النظر لمؤهلك، إلي أن تحين لك الفرصة المناسبة بالعمل بمؤهلك، فلا تنتظر الفرصة، بل قم أنت بصناعتها،
وأن لا تكون عالة علي أسرتك، أو بلدك، فلك في الشاب السوري أعظم مثال .