افكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنسلط الضوء في هذا المقال على موضوع قد لا يوليه البعض أهمية كبيرة لكنه موضوع مهم وأغلب المشاكل المجتمعية
تعود اسبابها اليه الا وهو التفرقة بين الأبناء لأن الأبناء ملاذهم الوحيد بيتهم الذي يجمعهم مع آبائهم أمهاتهم وأخوتهم لذلك اذا كانت صورة ذلك البيت مشوهة في نظر الطفل بسبب تمييز واحد من الأبناء على البقية فستظل هذه. النظرة مدى الحياة تؤثر في نفسية الطفل فأما ان يخرج للمجتمع وهو إنسان حاقد على الآخرين وما هذا الحقد الا انعكاس للظلم والكره والتمييز الذي تعرض له في صغره داخل البيت وأما انه سيصبح مجرم او سارق لأشباع رغبته بالأنتقام من خلال هذه الأفعال واما انه سيصاب بمرض نفسي يدمر نفسيته ويسرق منه متعة الحياة ،ان فترة الطفولة لها تأثير قوي جدا على حياة وروح وقلب الأنسان وذكريات الطفولة ستظل عالقة بذهنه مدى الحياة لذلك يجب ان يحرص الأهل على زرع بذور المحبة داخل أولادهم من خلال عدم التمييز بينهم ولو بأبسط الأمور حتى ولو بقبلة او كلمة او لعبة وحتى العقاب يجب ان يكون متساويا اذا كان الجميع اذنبوا ويجب ان تكون العقوبة ضمن المعقول وليست بتصرفات عنيفة ،ولقد أجمع علماء النفس على إنه العيش مع اسرة قاسية وتفرق بين ابناءها طيلة فترة حياة الأبناء ستتكون صورة داخل مخ وذهن الأولاد على شكل تقرير يصل بهم الى نتيجة وهي إن آباءهم وأمهاتهم ليسوا جديرين بالحب والأحترام وستظل هذه الفكرة طابعة في عقولهم مدى الحياة وستكون نظرة المجتمع ونظرة المقربين على إنهم أبناء عاقين لكن لا أحد يعرف الحقيقة ولماذا وصلوا لهذه المرحلة ولهذه الدرجة من الكره لأهاليهم .
ان الطفل يشعر ولديه احساس عجيب منذ اول أيام حياته بكل لمسة حب وكلمة طيبة تقال عند مسامعه وهذا كله من قدرة الله عز وجل والدليل على ذلك إننا نؤذن بآذانهم منذ اول فترة من ولادتهم ليصل صوت الله الى قلوبهم ،وهناك معتقد اثبت العلماء صحته وهو يجب الحفاظ على طهر الطفل والأم خلال الأربعين يوما الأولى من ولادته ليكون انسان مرهف الحس وذكي ومبدع وحساس ونقي ،كل ذلك يدل على ان الطفل يشعر بكل شئ منذ طفولته الأولى وحتى بلوغه او دخوله مرحلة المراهقة والشباب لذلك يجب ان يدرك الأهل ان الله وهبهم ملاك يجب ان ينموا طاقاته وقدراته والا يدمروا خلايا الأبداع لديه بالعنف والضرب والعبارات النابية والتفرقة بينه وبين اخوته او تمييز الذكر على الأنثى او التفرقة العنصرية والتنمر على أحد الأبناء الذي نراه في كثير من العوائل .
يجب ان يكون شعور الأمتنان هو الغالب على الأنسان تجاه أهله لكي ينعكس ذلك على شخصيته وأخلاقه وذكاءه ليحظى المجتمع بإنسان معطاء ومتفاءل وايجابي .