بقلم / محمد خضر
لكي يبقى الجميل في عينيك جميلاً لا تقترب منه كثيراً.
البعض هم أجمل من بعيد فحافظ على المسافة بينك وبينهم.
لقد علمتنا الكتابة أن نترك مسافة بين الكلمة والكلمة لكي يفهم الآخرون ما نكتب وعلمتنا حركة المرور أن نترك مسافة بيننا وبين السيارة التي أمامنا حتى لا نصطدم بها وكذلك علمتنا حركة الحياة أن نترك مسافة بيننا وبين الآخرين حتى لا نتصادم معهم. لكل إنسان منا عيوبه وأشواكه الخاصة التي قد لا تظهر لك ولا تشعر بآلام وخزاتها إلا عندما تكون على مسافة غير مناسبة منهم.
البعض يعتقد أنه كلما ازداد قرباً ممن يقدرهم فإن هذا سيشعرهم بالسعادة وهذا ليس صحيحاً على الدوام فحتى الأهتمام الزائد قد يفقد معناه ويتحول الى اختناق يشعر معه الآخرون بالضجر والتململ الذي قد يتحول الى نفور وكراهية.
فلكل إنسان خصوصيته وحدوده التي يحرص على أن يحترمها الآخرون مهما كانت درجة قرابتهم.
لذا احرص على ضبط مسافاتك مع الآخرين حتى وإن كانوا أبناءك أو أقاربك فلن تخسر الناس من حولك إن تركت بينك وبينهم بعض المسافة التي تحترم خصوصيتهم وقدرتهم على التنفس بل ربما تكون علاقاتك الانسانية أجمل وأكثر قدرة على النمو والازدهار إن تركت لها المسافة الكافية للنمو.
إدارة المسافات فن يجب علينا تفهمه واتقانه لا تقترب كثيرًا فتملَّكَ الناس ولا تبتعد عنهم كثيرًا فينْسَوْكَ وتبرد عواطفهم تجاهك…….
وتذكر دوما أن ضبط المسافات من أكبر سنن هذا الكون ودلائل عظمته وأن سير الكواكب الدقيق مرتبط باحترام المسافات فلو اقتربت الشمس منا ميلاً واحداً فقط لاحترقت الأرض ولو ابتعدت عنا ميلاً لتجمد كل ما حولنا.