.
بقلم // ثناء عوده ..
يا ترى إلى متى مكتوب علينا أننا نستحمل غباء التصريحات الحكومية، هل مكتوب على الصعايدة بجانب التهميش، وجانب تدهور الخدمات، إن وجدت !!
أن يتحملوا أيضاً تصريحات أقل ما توصف بأنها عنصرية، وكيف لهيئة السكة الحديد أن يخرج منها تصريح كهذا !!
بشان عدم دخول الصعايدة محطة رمسيس، والغريب أن مضمون الخبر غير ذلك، ولكن طريقة ووقت التصريح هو الغريب، بمعنى أن هيئة السكك الحديدية سوف تقوم بإنشاء محطه سكة جديدة ببشتيل، وهذا سوف يتم الإنتهاء منها بحلول عام 2025 .
فهل من المنطقي أن يقوم الوزير بتصريح كهذا ؟ وهو أساساً لم يضع حجر الأساس في هذه المحطة،
فما الحكمة من التصريح إذن !!
فكان يجب عليه أن يقول مثلاً :
سوف يتم تدشين محطة جديدة ببشتيل وتكون جاهزة في عام 2025 سوف تخدم أهالينا الصعايدة، لتخفيف العبء عن محطتي ( الجيزة ورمسيس ) .
فهل يا سيادة الوزير هذا الكلام صعب علي معاليك؟
” الكلمة الطيبة صدقة ” .
” فلتقل خيراً أو لتصمت ” .
ففي متن هذا التصريح إهانة كبيرة للصعايدة، الذين هم أصل مصر وكان يوم ما يحكمها صعيدي، و أشهر الأطباء، والمهندسين، والكتاب، والشعراء، هم أصلهم صعيدي .
فقبل إلقاء التصريحات علينا (كالطوب في رأسنا)،
كان يتوجب على الحكومة أولاً إلقاء نظرة عادلة على الصعيد وأهلة، الذين هم من يدفعون ثمن الإصلاح الإقتصادي، و يدفعون ثمن 50 عاما من الإهمال، و يدفعون ثمن رضاهم وصبرهم، فلم يظهر يوماً، أي صعيدي ليشتكي تدهور الحياة المعيشية، ولم يخرج في الإعلام، يسب ويلعن الدولة لتهميشها له وحرمانة من ابسط حقوقة في الحياة الكريمة، و لم ينساق وراء الجماعات التي أرادت استغلالهم ولعبت ع ورقة الإهمال، وكانت تدبر لجعل الصعيد دولة لها سيادة مستقلة عاصمتها اسيوط، كما حدث في السودان، فانتبهوا الصعايدة لمكيدتهم، وساندوا دولتهم .
فقبل أن يخرج علينا الوزير بهذا التصريح، كان يجب على الحكومة التفكير في حلول منطقية، لتخفيف الزحام عن العاصمة، فمثلاً :
جعل المحافظات لامركزية القرار، ومستقلة بذاتها، وبخدماتها، فحين إذن لا يلجأ الصعايدة لإستخراج وتخليص أوراقهم وخدماتهم من القاهرة، أو توفير الخدمات الطبية حتى لا يلجأ للعلاج في القاهرة، أو إنشاء المصانع لتوفير فرص عمل لهم، حتى لا يتغربوا في وطنهم، أو إنشاء عاصمة جديدة كاملة الخدمات علي غرار العاصمة الإدارية الجديدة تكون في أسيوط مثلاً .
فبدل من إنشاء محطة جديدة، أعتقد أنه لا أهمية قصوى ولا ملحة لها، في وجود محطتي (الجيزة ورمسيس ) .
واللاتي تقدر المسافة بينهم أقل من نصف ساعة تقريباً، اذان فما الداعي لوجود محطة جديدة ؟!!
إذن هي حقا لعدم دخول الصعايدة القاهرة، والتي كل الخدمات والاعمال تتمركز في قلبها .
فبتكلفة إنشاء هذه المحطة، اهتموا بالصعيد، أنظروا إليه بعين الإهتمام، وسوف يخفض الضغط تلقائياً على العاصمة، ولكن بتنمية الصعيد .
فهل تعلم أيها الوزير كم يعاني الصعايدة من ركوب قطار وساعات سفر تزيد عن 14 ساعة من أسوان رمسيس، فهو لا يأتي للقاهرة حبا فيها، بل هو مضطر .
فإذا وفرت له الخدمات اللازمة فهو لن يأتي حيث أن لجوءه لأستخلاص أوراقة وخدماتة الحكومية الأخرى، فهذا عقاب بالنسبة له .
فكفاكم عقاب لنا، فهذا عصر جديد تأملنا فيه خير للصعايدة، وخصوصاً هم من يدفعون فاتورة النهوض بالبلد .
فهل لنا أن نجنى ثمار صبرنا ومساندتنا للدولة ؟
واقترح على الحكومة أن يكون لها في كل وزارة متحدث رسمي يقوم بدراسة التصريحات قبل حدفها علي المواطنين، وخصوصاً أن غالباً التصريح دائما يكون عكس المضمون، فالمضمون خير ولكن التصريح مستفذ، وهذا ينطبق علي كل الوزارات، فياريت الوزراء الأفاضل يركزوا مجهودهم في العمل والانجاز ويتركوا التصريحات لأهلها .