مشاهدات: 188
أوجه الشبه بين ساحة اوكرانيا وساحات العرب
خالد السلامي
أوجه الشبه بين ساحة اوكرانيا وساحات العرب
لن اتحدث اليوم عن اسباب ودوافع كلا طرفي الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها ونتائجها المتوقعة وغير المتوقعة فيكفي ما أخذته هذه الأمور من مساحات إعلامية واسعة سواء عبر الاعلام المرئي او المسموع او المقروء او عبر وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بكل أنواعها ، انما اريد تناول هذه المعركة من زاوية أخرى ربما لم يتم التطرق لها مسبقا. تلك هي زاوية أوجه التشابه بينها وبين الحروب والفتن التي تشهدها الساحات العربية المنتشرة بكثرة في بلادنا العربية بفضل المتحاربين الان على ارض اوكرانيا.
فمنذ بدأت ما سميت بالعملية العسكرية الروسية في اوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط ٢٠٢٢ بدأت أوجه التشابه تلك تظهر للعلن حيث بدأ طرفي الحرب بتجنيد مرتزقة عرب للقتال الى جانبهما مما يعني امكانية مجابهة بعضهم البعض في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى انهم مرتزقة يحاولون شراء لقمة عيشهم حتى لو باعوا انفسهم كما يحصل في قضايانا العربية حيث يتم نقل المقاتلين العرب من ساحة الى أخرى وحسب العائدية وبنفس المواجهة المتوقعة فكانت ولا زالت الخسائر عربية صرفة بشريا وماديا .
وفي الحرب الروسية الاوكرانية تنال اوكرانيا كل الدعم الاعلامي والسياسي والعسكري والاستخباراتي والتكنولوجي من الغرب واغلب دول العالم الاخرى بينما يقوم الغرب بنقد الروس على طلب المعونة من اصدقائها وحلفائها وهذا بالضبط ما يحصل في الساحات العربية حيث يُحرم كل طرف على الآخر ما يُحله لنفسه
وفي معركة الشرق والغرب في اوكرانيا التي تخوضها نفس الأطراف التي تدير الفتن العربية على ارض العرب تولت اوكرانيا مهمة القتال ضد روسيا بالنيابة عن الناتو الذي لم يقدم لها ولا جنديا او ضابطا واحدا للقتال معها واكتفى فقط بتقديم السلاح والدعم السياسي والاعلامي والمعنوي بل ويصرح قادة الناتو علنا بأنهم سيقاتلون روسيا حتى آخر جندي اوكراني ولم يخسر الغرب اي جندي ولم يُهدم له اي بناء ولم تحرق له اية مزارع انما جميع الخسائر هي اوكرانية فقط وكذلك هو الحال في الفتن العربية حيث يتقاتل المتنافسون على اغتصاب ارض العرب على ارض العرب وبأيدي العرب ولم يخسر أولئك المتنافسون لا بشر ولا شجر ولا حجر انما كل الخسائر البشرية والمادية هي عربية صرفة.
وفي كلا الحالتين العربية والاوكرانية تدعي كل اطراف النزاعات انها على حق فضاع الحق بين هذا وذاك وكالعادة انقسم الاعلام العربي بين مناصر للروس واخر للغرب وقليل محايد كما في جميع فتن العرب وحروبهم وها هي اوكرانيا تحاول تعويد نفسها وشعبها على حرب طويلة الأمد قد تطول سنين عديدة كما هو حال جميع قضايانا العربية التي صرنا لا نستطيع النوم الا بعد سماع عواجلها حتى ساعات متأخرة من الليل يوميا فلا يوجد عربي يمكنه النوم مطمئنا بفعل تلك العواجل كما يحصل الان مع أهل اوكرانيا المضحين بأنفسهم من اجل الغرب كما تكرم العرب بالتضحية بأنفسهم واوطانهم وثرواتهم من اجل الاخرين على مدى عقود من الزمن.