نقلها لكم ناصف
أ،عبدالرؤوف ناصف
شعر د.عبد الوهاب برانية
ليَ صاحبٌ قد كان يوما حالما
يقتات آمالا ويجتر الحنينْ
ويطير في الآفاق يحمل حلمه
بين الروابي الخضر وضَّاءَ الجبينْ
يروي الزروع يناغم الأطيار في
صدحاتها متفائلا في كل حينْ
حتى غدا رمزا لكل الأوفياء
ورمزَ كلِّ مُصَدَّقٍ فينا أمينْ
لكنني ألفيته طي الأسى
يغشى نضارةَ وجهه حزن دفينْ
ما عاد ذاك الوجهُ طلقا باسما
ما باله قد راح يمتضغ الأنينْ
قد قلت يوما يا أنا يا صاحبي
قَطِّرْ مياهَكَ إنها ماءٌ معينْ
لكنه مذ صار يعمل جاهدا
قد راح يغرف ماءه للظامئينْ
حتى غدا المخزون من خيراته
كلأ مباحا للبنات وللبنينْ
فالكل ينهل من معينك صاحبي
عسلا مصفى سائغا للشاربينْ
والكل يحمل فوق أعضادٍ غدت
من كثرة الأحمال والهمِّ الثخينْ
وَهْناءَ صامدةً تروح وتغتدي
من غير شكوى أو مواجعَ لا تبينْ
رفقا بنفسك صاحبي فمياهنا
أضحت كماء غائرٍ بين العيونْ
هل غار ماء الورد في أعماقنا
أم قد سقيناه المآقي والحجونْ
رفقا بنفسك صاحبي فالماء بين
المُزْنِ رغم الغيم هطَّالٌ هتونْ