ألازمة والصراع والدعم النفسي الاجتماعي
بقلم دكتور محمد احمد عبدالحميد
ما المقصود بمصطلح ألازمة crisis ؟
ألازمة هنا هى حدث رئيسي وقَع خارج نطاق التجربة الاعتيادية اليومية ، و التي تهدد بشكل كبير المشاركين.
و حيث تكون مصحوبة بمشاعر العجز و الرعب أو الخوف.
بمعنى آخر، هي أي انقطاع مفاجئ لمجرى ألاحداث يحتم إعادة تقييم أساليب العمل و التفكير في حياة الفرد أو
المجتمع، أو شعور عام بفقد ألاسس ألاعتيادية للنشاطات اليومية.مثالً،
قد يواجه الطفل أزمة عندما تحدث
تغيرات مفاجئة غير طبيعية في حياته، كفقدان أحد ألاحبة أو اعتلال صحته .
أمثلة على ألازمات:
الحوادث،أعمال العنف،الانتحار، الاغتصاب ،الكوارث التي من صنع الانسان كالحروب و التفجيرات والاوبئة.
صفات الازمة.
1.فجائية
2.قوية
3.تخرج عادة عن إطار التجارب إلانسانية الاعتيادية
4.لها أثر انفعالي قوي على الاشخاص
5.قد تطغى على مهارات التكيف الفعالة لدى الفرد و المجموعة.
خصائص ألازمة
قد تؤثر العديد من الخصائص على الاثر النفسي- الاجتماعي للازمة. و يعتمد هذا على نوع الحالة و نطاقها
و مدتهاالزمنية.
1.2 أثر حالات الطوارئ
تتسبب حالات الطوارئ بحدوث حزمة واسعة من المشاكل حيث تكون معاناتها على مستويات الطفل والعائلة و الجماعة و المجتمع ككل. كما تتسبب ألازمات على كل مستوى بذاته بتآكل الدعم الوقائي المتوفر
في الظروف الطبيعية, و تزيد من مخاطر التعرض لمشاكل اجتماعية و نفسية متعددة كما تفضي إلى تضخيم
مشاكل ما قبل ألازمة. طالما أن المشاكل الاجتماعية و النفسية سوف تحدث في كل المجموعات بدرجات متفاوتة فإنه من المهم لحظ أن كل طفل أو بالغ سيتعرض لنفس الحدث بشكل مختلف و سيكون لدى كل مصادره و قدرته على التغلب على ذلك الحدث .
تكون المشاكل النفسية مترابطة في ألازمات و مع ذلك فإنه يمكن ترجيح طبيعتها ألاجتماعية أو النفسية.
المشاكل الكبيرة ذات الطبيعة الاجتماعية الغالبة تتضمن التالي:
• المشاكل الاجتماعية السابقة لحدوث األزمة :
(مثال :العنف ألاسري , عمل األطفل ا ليتم, الادمان , التمييز أو التهميش .)
• المشاكل المتولدة عن ألازمة مثال : الانفصال عن العائلة , الافتقار إلى السلامة وألامان , النزوح وصعوبة التعامل مع المجتمع المضيف ,الوصمة , تعطل شبكة العلاقات
الاجتماعية , الحرمان من التعليم , التجنيد ,و الفقر , تعطل بنية الجماعة. الموارد و المال )
• المشاكل الاجتماعية المتزامنة مع المساعدات الإنسانية: ) مثال : االزدحام الشديد و نقص الخصوصية في مراكز الايواء , تقويض بنية الجماعة و آليات الدعم التقليدي).
و على نحو مشابه فإن المشاكل التالية هي ذات طبيعة نفسية غالبة:
• مشاكل ما قبل الكارثة :
(مثال : الاضطراب العقلي الحاد , االكتئاب , الاضطرابات السلوكية , وألادمان او سوء استخدام الكحوليات).
• المشاكل المتولدة عن ألازمة :
(مثال : الأسى , الكرب غير المرضي , اإلدمان على الكحول أو مواد أخرى ,الاكتئاب و اضطراب القلق , المشاكل السلوكية والشعور بالتيه و ضبابية المستقبل ,اضطراب الشدة النفسية الحاد واضطرابات الشدة النفسية ما بعد الرض “PTSD. ) “
• المشاكل ذات العالقة بالعمل إلانساني : (مثال : القلق الناتج عن نقص المعلومات حول الخدمات أو عن مواجهة تفاوت في تلقي المساعدة )
وعليه , فإن الصحة النفسية و الاحتياجات النفسيةوالاجتماعية للطفل في ألازمات تشتمل على أبعد من
الحالات النفسية و من اضطراب الشدة النفسية الحاد او ما بعد الرض أو االكتئاب المتولد عن ألازمة . لذلك فإن التركيز الانتقائي على هاتين المشكلتين عمل غير ملائم ذلك أنه يتغاضى عن كثير من ألاحتياجات ألاخرى للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي للطفل MHPSS في ألازمات.
إن جميع ألاطفال )
كما الكبار( لديهم من ألاصول و الموارد ما يدعم الصحة العقلية و يعزز السلامة
النفسية. و من ألاخطاء الشائعة أثناء وضع برامج الصحة العقلية و الدعم النفسي الاجتماعي هو تجاهل هذه المصادر
و التركيز فقط على حالة العجز و الضعف و المعاناة أوالمرض للطفل المتأثر باألازمة.
من المهم الاعتراف بالمشكلات و لكن يجب إيلاء ألاهمية كذلك لطبيعة الموارد المحلية ونقاط القوة والاليات الذ اتية
الموجودة لدى الاطفال المتضررين وأسرهم و الحد الذي يمكن للاطفال المتأثرين أن يصلوه.