أفكار بصوت مرتفع..”مفهوم الصبر”
زينب كاظم……
أن كلمة الصبر كلمة ندرجها مع الكلمات المطاطة التي ادرجناها ضمن سلسلة وضعناها في مقالات عديدة وهذا المصطلح معناه أن معناها عميق ويتقبل أكثر من معنى وأكثر من تفسير يضعه الناس كل حسب رؤيته وزاويته التي يرى من خلالها الأمور فالصبر على الأنتظار قاتل كأنتظار عودة غائب أو انتظار نتيجة امتحان أو انتظار نتيجة تحاليل وأحيانا قد يرى البعض هذا النوع من الصبر جزء من الحياة التي تكون بعض أيامها علقم وبعضها عسل ودوام الحال من المحال أما من ينتظر شيء ما لسويعات أو لدقائق قد يرى صبره عظيما وأن الصبر اكل روحه لأنه لم يعتد عليه .
أن الصبر على الشدة والهم والمرض والفقر والعوز والفاقة صبرا عظيما وأن الصبر على النفس وجمح رغباتها اكبر صبر وأكبر معركة يقودها الأنسان هي عندما يكون ضد نفسه ويوقف جماحها ورغبتها بالحرام فيفضل العقل على القلب والنفس الأمارة بالسوء والحرام .
ان القناعة بحياة الكفاف والقناعة بالجمال والقناعة على قلة الحظ بالحياة كلها تندرج تحت مفهوم الصبر اذا القناعة والصبر وجهان لعملة واحدة.
وصبرنا على واقع أليم ووجودنا في أماكن لا ننتمي اليها وأشخاص لا يقدروننا وضغوط نفسية وأناس لا يفهموننا ووضع سياسي سيء كله صبر كبير.
أن الصبر شيء عظيم جدا ولولا صعوبة الصبر لما كان جزاء الصابرين الجنة يقول الله -تعالى- في سورة فصلت: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ). يقول الله -تعالى- في سورة البقرة: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
اذا قرن الله تعالى الصبر مع اهم ركن من أركان الأسلام الا وهو الصلاة .
وقد جعل الله لكل الناس نقصا في حياته ولم يجعل أحدا يملك الكمال أو الحياة التي لا ينقصها شيء فمثلا قد يملك الأنسان المال ويفقد الصحة وقد يملك الجمال ويفقد الثراء وقد يملك أولادا بارين وهو فقير لكي يمتحن الله الناس ويختبر صبرهم على ما ينقصهم في الحياة ويرى مدى قناعتهم وايمانهم ولكن نجد هناك من الناس من يمتلك المال والجمال وكل شيء لكن تنقصه امورا بسيطة ونجده يتذمر ويشكو ويملأ الدنيا طاقة سلبية وبعكس ذلك نرى هناك من البشر يملك امورا بسيطة جدا لكن نجد الأبتسامة تملأ وجهه بل ونجده يتكرم على من يراه من الناس بالقليل مما لديه ودوما يتحلى بكلمة طيبة وابتسامة صافية يهديها لكل من يراه .
وهناك من الناس من يكون فقيرا لكنه لا يشكو ابدا بل ويشعر من يراهم انهم اثرياء مثلا لكنهم بالحقيقة فقراء بالمادة لكنهم أغنياء أخلاقا هؤلاء هم الذين اشار لهم القران الكريم بقوله تعالى (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ).
أن عدم الرضا عن الحياة تولد عدم التصالح مع الذات ومع الدنيا ومع الأخرين وتجعل الأنسان ناقما وأن كان يملك كل مقومات السعادة ،بل أن الأنسان عدما لا يتصالح مع ذاته يصبح حاقدا على كل من حوله وتصور له نفسه المريضة أن الأخرين يملكون امورا هو لا يملكها فيصبح قلبه أسودا حاقدا ويصبح انسانا حقودا حاسدا وكل ذلك يتحمل من خلاله الأنسان اثما كبيرا فالحسد يذهب الحسنات كما تذهب النار الحطب كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكن عندما يدرك الأنسان أن كلنا تنقصنا بعض مقومات السعادة لكي يختبر الله صبرنا سيتصالح مع ظروفه ومع العالم كله وسيرى العالم وكأنه عالم وردي وان الحياة عبارة عن دار اختبار خلقنا فيها للعطاء والصبر والعبادة قال تعالى (ما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون)وأن لكل منا معركة يحارب فيها لوحده فهناك من يحارب مرضا وهناك من يحارب ظلم أهل وأقارب أو من سيطرة انسان جبار وظالم وهناك صبر جماعي مثلا داخل دول تعاني الحروب والقتل والفقر وليفهم الجميع أنه حتى الأنبياء عليهم السلام لم يسلموا من ظلم الدنيا وظلم الناس لكي يوصلوا رسائل الله السماوية للبشر بحذافيرها وبكل نزاهة وصدق .
جعلنا الله من الصابرين الذين يحبهم الله ويثيبهم على ابتلاءاتهم في الحياة ويجعلها في ميزان حسناتنا ورضي عنا وجعل الجنة جزاؤنا وأسعد حياتنا وبارك في عمرنا وسعادتنا .