أفكار بصوت مرتفع…!
بقلم / زينب كاظم…..
الحمزة بن عبد المطلب
سنتحدث في هذا المقال عن شخصية عظيمة لكن التأريخ لم يوفيها حقها بما يكفي وهي شخصية الأمام الحمزة بن عبد المطلب عم النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولد الحمزة ٥٤ ق.هـ في مكة، تهامة، شبه الجزيرة ،والحمزة بن عبد المطلب هو من شهداء غزوة أحد، والملقّب بأسد الله، وأسد رسوله، وسيد الشهداء وهذا اللقب اطلق عليه قبل استشهاد الأمام الحسين عليه السلام حتى استشهد الأمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف الأليمة فصار هذا اللقب للأمام الحسين عليه السلام . كان من كبار قريش ويعتبر أحد أكبر مساندي الدعوة النبوية وكان من أقوى حماة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم مقابل الإيذاءات والممارسات العدوانية التي كان صلی الله عليه وآله وسلم كثيراً ما يتعرّض لها من قبل مشركي قريش.
وكان فدائيا مضحيا قويا شجاعا دافع بكل نضال وشجاعة وايثار عن الأسلام وعن النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذ كان يحمي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم من اذى قريش و أنه طلب من المسلمين الخروج من المدينة لمواجهة المشركين وهو الذي وقف لأبي جهل وحاربه بعد ان شج وجه النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم واسال دمه وهو الذي قتل شيبة من صناديد وأقوياء قريش وفي احدى المعارك قتل عتبة بن ابي ربيعة فحقدت هند بنت عتبة بن ابي ربيعة( لعنها الله) عليه حقدا شديدا وحاولت قتله مرارا لكنها لم تفلح حتى جاءت معركة أحد فطلبت من الملعون وحشي قتله واغرته بأنها ستعطيه الذهب وتهبه نفسها وهي كانت عاهرة من عاهرات قريش وكان وحشي يحبها فقالت له (اما تقتل محمد او علي او الحمزة فأجابها انه لا يقدر على محمد وان علي شديد الحذر والألتفات فلا يطمع فيه اما الحمزة فيطمع فيه لأنه اذا غضب لم يعد يرى ما بين يديه )فدار حوله كالجبناء وقتله في معركة احد فقامت هند الملعونةدنيا واخرة والملعونة تأريخيا ودينيا واجتماعيا هي وبعض نساء قريش بالتمثيل بأجساد الشهداء من المسلمين وعندما بلغها استشهاد الحمزة فرحت كثيرا لأنها كانت تريد الثأر لوالدها فذهبت وقفت على جثته لتتأكد من ان قتل ومن ثم اعطت كل ما ترتدي من قلائد ذهب وجواهر لوحشي ومن ثم مثلت بجسد الحمزة عليه السلام فقطعت اعضاءه التناسلية واذنيه وانفه وصنعت منها قلادة ارتدتها الملعونة ومن ثم شقت بطنه واخرجت كبده فمضغتها فلم تسيغها فبلغ ذلك للرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال لو كانت اكلتها لدخلت الجنة لأنها كبد الحمزة لكنها لم تأكلها لحكمة الهية .
فالحمزة عليه السلام اماما صنديدا بطلا مضحيا للأسلام ذائدا عن نفسه مدافعا مخلصا عن النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم لذلك كان النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم يحبه كثيرا وحزن حزنا شديدا عندما استشهد وبعد مدة من الزمن من استشهاده اراد وحشي لعنه الله ان يدخل الأسلام فذهب الى النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فطلب منه ان يسلم فسأله النبي هل قتلت الحمزة فأجابه نعم انا من قتل الحمزة فرد عليه النبي (غيب وجهك عني فلم اعد اراك ) ومن الكلام الغبي الذي نسمعه دوما ان الحمزة وقاتله في الجنة وهذا بعيد عن المنطق والتصديق لأن وحشي حتى بعد اسلامه ظل يمارس الرذائل والبغاء وشرب الخمر حتى وجد ميتا من شدة ادمانه على الخمر والخمر محرم بايات قرانية واضحة في القران الكريم قال تعالى (انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه) فهو في النار لقتله الحمزة ولممارسته البغاء وشرب الخمر كذلك .
وللأسف الشديد هناك جهل كبير عند البعض وليس فقط من فئة الصغار والمراهقين وانما من الكبار والبالغين تجاه شخصية الأمام الحمزة حتى ابسط المعلومات لم يعرفونها فقط وصلهم انهم كان قوي الجسد مقداما دون معرفة تفاصيل حياته لذلك يرددون عبارات غير مقبولة وتعتبر كفرا لمن يريد ان يركز فيها مثلا (لو يجي الحمزة لن افعل كذا او ضربه ضربة الحمزة او سطرة الحمزة كلمات بعيدة عن التهذيب والدين وغير مقبولة ولا تتقبلها الأذن )وذلك اما يكون جهلا او جحودا لا نقول سوى الله يهدي الجميع .
اعتدنا دوما عند الكتابة عن شخصيةدينية وتأريخية عظيمة ان نتحدث ببعض الملاحظات والمعلومات العقائدية والأفكار التي تجول في خواطرنا لنتشارك بها مع الأخرين بصوت مرتفع .
هناك عبارات مستفزة جدا لأنها تقال في غير مكانها وتتكرر دوما على مسامعنا مثلا ان الدين ينفي ما قبله وهذه الجملة لأ تنطبق على كل المواقف والأشخاص ولو كانت كذلك لما قال نبي الرحمة والأنسانية النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم لوحشي الملعون (اغرب عن وجهي او غيب وجهك عني حتى لم اعد اراك )عندما اراد وحشي الدخول في الأسلام اذن من غير الممكن ان يعيث الأنسان في الأرض فسادا ويقتل ويظلم ويشهد الزور ويزني ويمارس الرذائل ويقوم بأكبر الكبائر ومن ثم يسلم فنقول الدين ينفي ما قبله وللعلم هذا النوع من البشر يسري الشر في دمه فمن شبه المستحيل ان يتوب او يعود الى طريق الحق والصواب ورغم أن أبواب التوبة مفتوحةو رحمة الله واسعة لكن الله عز وجل لا يغفر لمن مزق الدين وشتته وحارب الأنبياء وقتل الأئمة ودلس التأريخ.
وهناك من يردد انشودات يبدو انه لا يعرف معناها لأنها سمعها فقط لكنه لم يكلف نفسه عناء البحث وقراءة كتب التأريخ والدين ودوما يردد ان الشيعة يعودون للدولة الصفوية في ايران أو يعودون الى اصول هندية أو غيرها لكنهم على الأكثر يقولون ان الشيعة يعودون الى الدولة الصفوية الشيعية في ايران لمجرد انهم يريدون ان يجردوا الشيعة من اصولهم العربية دون معرفة التأريخ الصحيح والحقيقي ،أن التأريخ المضبوط هو أن ايران كانت ولحقب وقرون زمنية طويلة بعد استشهاد النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم دولة سنية وكبار مشايخ السنة الذين الفوا كتبا ونقلوا روايات هم كانوا من اصول ايرانية حتى جاء اسماعيل الصفوي شيع دولة كاملة وهي ايران بعدما اصبح زعيما وقائدا ودرس الفكر الشيعي والعقيدة الشيعية الصحيحة لكن الكثير حاليا يكره ايران كرها للنخاع بل انهم يولدوا وهم يكرهون ايران ونحن دوما نوضح حقائق وهي ان شعب ايران حاله حال اي شعب يريد ان يعيش بسلام ولا يريد الحروب ولا شأن لهم بالحكومات المجرمة او الفاسدة كما نحن في الدول العربية وعندما نقول ان ايران كانت سنية لا نقصد الأساءة لأي مذهب او دولة لكننا هنا بصدد الحديث عن الحقائق ليس الا لأن لا فرق بين العرب والعجم وهذا ليس كلامنا بل كلام النبي محمد صلى الله عليه وعلي اله وسلم حينما قال(لا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى )كذلك هناك روايات موثوقة تقول بأن الملائكة حملة العرش يتحدثون اللغة الفارسية(المصنف لأبن ابي شيبة الجزء السابع ص ١٦٠)وعن ابي امامة قال (ان الملائكة حملة العرش يتحدثون اللغة الفارسية) ،كذلك ان الشيعة في العراق مثلا هم من اتباع الأمام علي عليه السلام وكلهم عرب والأمام علي عليه السلام والأئمة من ولده عربا اصلاء ونسبهم واضح جدا والكل يعرف واتباعهم العرب عربا كذلك وهذا لا يمنع ان التشيع وصل لليابان والصين وكوريا والى كل اصقاع العالم وكلهم شيعة حقيقيين .
كذلك سوف اتحدث عن تجربتي الشخصية من خلال تجربتي التي لا بأس بها في عالم الصحافة تعرفت على بعض الناس الذين تميل أفكارهم للعلمانية وأراءهم تقريبا موحدة وهي لا داعي للقراءة والأطلاع في كتب الدين والتأريخ والروايات ويتحججون ببعض الأيات القرانية الكريمة مثل قال تعالى (من الذين فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)
والأية الكريمة
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)
وهذه الأيات القرانية الكريمة لها تفسيرات واسعة وعميقة جدا ولها اسبابها التي نزلت من أجلها بكل تأكيد وتفسيرها بعيد كل البعد عما يتحجج او يقصد هؤلاء العلمانيين اذ هم يقصدون أنه غير مهم تطوير الذات والمعلومات بالروايات والدين وما فعلته بعض الشخصيات عبر التأريخ لأن هذا شيء قد مضى عليه زمن طويل وعلينا الا ندخل بنقاشات مع أحد وأن ننظر للمستقبل وأن نبني شيء يفتخر فيه ابناءنا ولاداعي للخوض في الماضي وفتح الدفاتر القديمة ،قد يكون الكلام راقيا جدا ومتحضرا ويسعى للسلام والتطور لكن لو تمعنا بهذا الكلام لوجدناه بعيدا عن المنطق والعقل والدين لأن هذا تأريخنا والأنسان بلا ماضي بلا حاضر او مستقبل وتنوير العقل حق على الأنسان لنعرف ما جرى ونثري معلوماتنا وليس شرطا ان نصدر للأخرين كل ما نعرفه لأن هناك معلومات خطيرة وهناك معلومات تثير فتنا ومشاحنات ليس لأنها خطأ بل لأن الاخر غير مطلع عليها بنفسه كذلك نحن نعيش في عالم ملئ بالوحوش البشرية المتهجمة والقاسية فتسليح الأنسان بالمعلومات الصحيحة والقراءة يكون احيانا ردا على تهجم ما في غير محله بالأضافة الى ان نقص المعلومات تجعلنا نساوي بين الشخصيات جهلا منا وهذا ظلم كبير فهناك من قدم روحه فداء للدين وللعقيدة وعلى رأسهم ال محمد عليهم السلام بالأضافة الى ان ال البيت عليهم السلام كانوا عالمين غير معلمين وفقهاء وأساتذة كبار وفقهاء ومتحدثين أقوياء باللغة في زمانهم ولا زالت خطبهم لها صداها الى وقتنا الحاضر فكيف نجعلهم في كفة واحدة مع من حارب ومزق الدين وأفتعل المشاكل والأزمات والحروب ويديه ملطخة بدماء ال البيت عليهم السلام كذلك والدليل على وجود هذه الوحوش البشرية الجاحدة ان لي تجربة شخصية في ذلك فقبل فترة كتبت مقالا مستفيضا في ذكرى مولد الأمام علي عليه السلام ونشرته في احدى الأكاديميات وكان المقال يتضمن فضائله عليه السلام وجانب من حياته وما قدم للدين وللعقيدة وللعلم فتعرضت لهجمة شديدة ممن يناصب العداء لأل محمد عليهم السلام فالبعض يضعه في كفة واحدة مع أعداءه والبعض ينكر فضائله والبعض يتدخل حتى في يوم مولده ويتهجم وهناك من ينصحني الا ادخل بنقاشات مع الحاقدين أو أصحاب العقول المغلقة الذين يوحون وكأنما تعاطوا حبوب منع الفهم لكنني أرد لغاية في نفس يعقوب فمثلا هذه الأكاديمية متابعة جدا والناس تقرأ ما يكتب لذلك اكتب لتوعية باقي الناس ثانيا هناك بعض البشر ولدوا في بيئات لا تثقفهم أو توعيهم توعية صحيحة وتغذي أفكارهم بالمعلومات وهناك البعض تحجب عنهم المعلومات قصدا كي لا يعرف انجازات ال البيت عليهم السلام ندافع ونحن نعلم جيدا ان ال البيت ليسوا بحاجة لتزكيتنا اطلاقا بل نحن بحاجة اليهم لكننا أعتدنا قول الحق لذلك كتبت الكثير الكثير في هذه الأكاديمية ووضحت بالعقل والمنطق والأدلة فرأيت عدائية قل نظيرها فمثلا هناك من يصطاد بالماء العكر ويتدخل في يوم مولد الأمام علي عليه السلام وهو ولد في يوم ١٣رجب ٢٣ ق.هـ المُوافق فيه ١٧ آذار (مارس)
ولا اعرف كيف يقيس الأمور عندما يقول الامام ولد قبل الهجرة وهذا الشيء صح لكن يظل يجادل ويجتر بالكلام باطلا فالبعض يكتب للهجرة دون ان ينتبه وهي ٢٣ ق.الهجرة
وينسى مقالا طويلا كتب توعية للناس واضافة جديدة لخزين معلوماتهم، وكم كبير من الهجوم محاولين الأساءة لشخصية الأمام علي عليه السلام وعندما وصلت لطريق مغلق مع هؤلاء المناصبين العداء لأل البيت عليهم السلام وللأمام علي عليه السلام خرجت من تلك الأكاديمية من بعد ان نعتهم بالنواصب ودعوت عليهم بعدم التوفيق بحق الأمام علي عليه السلام ثم بكيت دما على الأمام علي عليه السلام لأنهم وبعد اكثر من ١٤٠٠ سنة على استشهاده وهم يحملون كل هذا الحقد والسؤال الذي دار في ذهني اذن ماذا فعل فيه اسلافهم عندما كان بينهم ؟(وأنا اقولها بكل صراحة ورغم انني أملك حسا انسانيا عاليا وأحب جميع الناس وأتقبلهم كما هم وعندي أصدقاء من مختلف الطوائف والأديان والبلدان الا فئتين من الناس الملحد والعياذ بالله ومن لديه عدائية مع ال محمد عليهم السلام هاتين الفئتين حتى مشاعر الكره أراها كبيرة عليهم فهم نكرة لا أتعامل معهم اطلاقا فلا لساني يحادثهم ولا كفي تصافحهم )
أما تجربتي الشخصية الأخرى وهي أنني دوما أكتب بالعقائد ودرست العقيدة دراسة عميقة لذلك يختارني البعض للنقاش او ليسألني سؤالا ما بهذا الشأن لكن وبعد دقائق يكتشف بأنني تعصبت واني املك افكارا تعصبية وهذا بحسب رأيه وليس الحقيقة بكل تأكيد لكن لكل فعل رد فعل فعندما يكذب المقابل كل الروايات الموثقة والمضبوطة تارة ويحاول ان يجر الموضوع للسخرية او يضعني في وضع المتهم المدافع وكأنما انا المتهمة وهو الضابط النزيه رغم انه المناظرات يجب ان تكون متساوية بالأسئلة والأجوبة وكأنماهو واثق بأنه هو صح وأنا خطأ وفي الحقيقة لا يزكي النفوس الا خالقها كذلك أنا انسانة قرأت مكتبة كاملة من الكتب التي تخص العقيدة لكنني في الأخير لست برجل دين أو انسانة متخصصة بأمور الدين لذلك صعب أحضر كل ما يريد المقابل مني من أدلة بصورة مباشرة أو سريعة وانما أعطيه عصارة تجربتي ودراستي بكل صدق لكن المقابل يكذبني ويحاربني بطريقة مستفزة لذلك أنامتزمتة لكن على حق ، و دوما أدعو الناس للبحث بأنفسهم خاصة نحن في زمن الأنترنيت وأصبحت المعلومة بمتناول الجميع وواجب الأنسان تجاه عقيدته ودينه أن يثري معلوماته بها ويطورها ويقوي ذاته فكريا ولا يعتمد على غيره لأن الناس مختلفين بالأفكار والبيئات والمشارب ونمط المعلومات وطريقة تلقيها …
نسأل الله الهداية والموفقية للجميع .