أفكار «اليمين المتطرف» تشكل تهديداً خطيراً للمجتمعات الديمقراطية
كتبت: نسمه تشطة
أفكار «اليمين المتطرف» تشكل تهديداً خطيراً للمجتمعات الديمقراطية
قال” نبيل أبوالياسين” الناشط الحقوقي، والباحث في الشأني العربي والدولي، في تصريح صحفي صادرة عنه اليوم «الخميس» للصحف والمواقع الإخبارية، بعد إعلان وزارة الداخلية الألمانية إعتقال مدبري الإنقلاب من اليمين المتطرف، إن هذه الجماعات المتطرفة في جميع الدول أظهرت في محاولتها الإنقلابية إنها ثمثل تهديد إرهابي خطير، ويجب أدراكها الآن “كـ”جماعه إرهابية بعد التبرأ منها في عدة دول، وكان أبرزهم
روسيا التي نفت أي علاقة لها مع مجموعات “إرهابية” في ألمانيا أوغيرها.
وأضاف”أبوالياسين” أن الشرطة الألمانية شنت أمس”الأربعاء”واحدة من أكبر العمليات الخاصة في البلاد ضد المتطرفين اليمينيين الذين خططوا للإعتداء على البوندستاغ «المجلس التشريعي الإتحادي»، وأن القوات الألمانية الخاصة عملت في آن واحد في 13 من أصل 16 ولاية فيدرالية ألمانيةحتى الآن، وأنه قد تم بأمر من النيابة العامة للبلاد إعتقال 31 رجلاً وأمرأة كانوا إما أعضاء في هذه المنظمة الإرهابية أو يدعمونها.
مضيفاً؛ أنة وجهت تُهم للمعتقلون من جماعة اليمين المتطرف بتشكيل مجموعة إرهابية بنهاية نوفمبر 2021 على أبعد تقدير، وكانت قد حددت لنفسها هدف التغلب على نظام الدولة القائم في ألمانيا، وغيرها من بعض الدول، وإستبداله بشكل من دولة خاصة بها، وهو مخطط لا يمكن تحقيقه، إلا عبر إستخدام الوسائل العسكرية، والعنف ضد ممثلي الدول الألمانية، وغيرها، وهذا وفقاً للبيان الصادر عن النيابة في كارلسروه المكلّفة في القضايا المتعلّقة بأمن الدولة.
حيث؛ عنونة الصحف العالمية والعربية أمس”الأربعاء” عن محاولة إنقلاب في ألمانيا تقودها جماعات من اليمين المتطرف، وقالت؛ وزيرة الداخلية الألمانية “نانسى فيزر”، سنضرب بيد من حديد على كل من يحاول إسقاط مبادئنا، وذلك تعليقاً على ضبط خلية إرهابية يمينية متطرفة مكونة من أكثر من 3000 ضابط في الخدمة عبر عدة مداهمات واسعة النطاق أمس واليوم.
ونقلت قناة “ان تى فاو” الألمانية الإخبارية عن مدعون فيدراليون ألمان قولهم؛ إن المداهمات إستهدفت أعضاء مزعومين في حركة تسمي نفسها “مواطني الرايخ” الرايخسبورج، حيث خطط أعضاؤها لإنقلاب، وفي بعض الحالات تدربوا أيضاً على الأسلحة، وتم ضبط أكثر من 27 شخصاً من المشتبه بهم حتى الآن، وطبقاً “لـ”مكتب حماية الدستور الألمانية، فإن الخلية الإرهابية أرادت الإطاحة بنظام الدولة في ألمانيا، وإستبداله بنظامها الذي تم بالفعل وضع أساسياته، موضحة أن 22 من المعتقلين أعضاء في هذه الخلية الإرهابية، وثلاثة من المؤيدين، وأن هجوماً وشيكاً سيتم من قبل جمعية سرية متفوقة تقنياً من الحكومات وأجهزة المخابرات، والجيش في مختلف البلدان، وكان وزير العدل الألماني “ماركو بوشمان” قد أشاد بتفكيك الخلية الإرهابية المشتبه بها على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”، قائلاً؛ إنها تظهر أن ألمانيا قادرة على الدفاع عن ديمقراطيتها، ويواجه المتهمون تهمة الإعداد لإسقاط الدولة وفق الوكالة الألمانية.
ولفت”أبوالياسين”إلى ما قالتة؛ الشرطة الألمانية بعد إعتقال مدبري الإنقلاب من اليمين المتطرف، وإنها تبحث عن كثب في أي إتصال محتمل مع روسيا، والذي قابلة نفي من السفارة الروسية في برلين، وقالت؛ لا علاقة لنا مع أي مجموعات إرهابية وغير قانونية في ألمانيا، وأكد؛ ممثل البعثة الدبلوماسية الروسية، منذ أمس، أن السفارة لم تتلق إخطاراً بشأن توقيف سيدة روسية، في إطار قضية التحضير لتنفيذ إنقلاب في ألمانيا، نافياً وجود علاقة للسفارة مع أي مجموعات من اليمين المتطرف الإرهابية في ألمانيا، أو في أي دولة أخرىّ، وفي السياق أعلن؛ مكتب المدعي العام الإتحادي الألماني، أن أحد مواطني روسيا من بين الموقوفين، في إطار العملية الكبيرة ضد متطرفين يمينيين مزعومين، خططوا لتنفيذ إنقلاب في البلاد.
لافتاً؛ إلى المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، التي تعتبر تقليدياً حجر الأساس لدعم إسرائيل، والذي أعربت عن قلقها اليوم بشأن الطابع اليميني المتطرف، وخاصةً للحكومة المفترضة بقيادة الزعيم الإسرائيلي المحافظ “بنيامين نتنياهو”، وبالنظر إلى وجهات النظر السياسية الليبرالية التي يغلب عليها اليهود الأمريكيون، وتقاربهم مع الحزب الديمقراطي، يمكن أن يكون لهذه الهواجس تأثير مضاعف في واشنطن، وتزيد من إتساع الإنقسام الحزبي حول دعم إسرائيل، حسبما جاء من وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشتيد برس”.
كما لفت ؛ أنه يبدو أن هذه الإتجاهات تتجه نحو النشاط المفرط حيث يستعد نتنياهو بعد عودتةُ إلى السلطة كزعيم للمعارضة، وهذه المرة يحيط به بعض السياسيين الأكثر تطرفاً من اليمين المتطرف في البلاد، بعد فوزه في الإنتخابات الشهر الماضي، ومازال نتنياهو وحلفاؤه يشكلون تحالفهم، ولكنه توصل بالفعل إلى عدد من الصفقات التي تدق ناقوس الخطر في الخارج، وعُرض على “إيتامار بن غفير”، وهو مشرع معروف بأفعاله اللاذعة، والإستفزازية المعادية للعرب، منصب وزير الأمن القومي، وهو منصب قوي سيضعه مسؤولاً عن قوة الشرطة الوطنية الإسرائيلية، ويشمل ذلك شرطة الحدود شبه العسكرية، وهي وحدة على الخطوط الأمامية لمعظم القتال مع الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.
وأشار “أبوالياسين” إلى تصريحة الصحفي الصادر عنه في 11 فبراير 2022، والذي هاجم فيه زعيم اليمين المتطرف”أريك زمور” مرشح الرئاسة الفرنسية آنذاك، بسبب تصريحاتةُ الذي توعّد فيها المهاجرين عامة، والمسلمين خاصة، بعد فوزه، وأكد؛ في تصريحة أنه لن يُنتخب أبداً رئيساً “لـ” فرنسا، ولن يتعرض للمهاحرين، ولن يطرُد الأطباء الجزائريين إلى الجزائر، لأننا سنتصدىّ له، ولكل يميني متطرف، والشعب الفرنسي سيصوت لليسار، ولن ينتخب يميني معتوه ومتطرف كهذا،
وصنّف حينها، عنف اليمين المتطرف، بإعتباره من التهديدات الأولىّ للنظام العام العالمي، قبل الخطر الذي تشكله التنظيمات المتشددة الآخرىّ.
مشيراً؛ إلى ما أعلنت عنه الشرطة الإيطالية أمس، من إعتقال ضابط سابق فى الجيش الألمانى فى إيطاليا على صلة بأقصى اليمين المتطرف، وقد يكون متورط ف محاولة الإنقلاب التي تعرض لها ألمانيا.
وأكد”أبوالياسين” أن سياسة اليمين المتطرف بالنسبة للمنطقة العربية تعُد أكثر حدة، وقد تصل حتي العداء مع بعض الدول، وذلك نظراً للعداء بينهم، وبين الإسلام،
وأن تصاعد حقبة اليمين المتطرف في أوروبا من أصعب الحقب التي سيواجهها العالم،
وأن إنتشار اليمين المتطرف لا يحدده الهجمات العنيفة فقط لكن يحدده توجه السياسيين أيضاً، كما شاهدناه فى سياسة “دونالد ترامب”رئيس الولايات المتحدة سابقاً، وسياسة الهند والمجر وغيرهم، وتُشكل أفكار الجماعات اليمينية المتطرفة من البرازيل إلى الولايات المتحدة، ومن المجر إلى نيوزيلندا، تهديداً خطيراً للمجتمعات الديمقراطية.