أسد الصحراء.. عمر المختار
بقلم: عمر الشريف
ولد عام 1862 في قرية زاوية جنزور في برقة شرقي ليبيا، وتوفي والده وهو صغير، واتجه منذ طفولته لتعلم القرآن في زاوية القرية، وتوجه بعد ذلك إلى واحة جغبوب، معقل الدعوة السنوسية، حيث درس الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية على أيدي كبار مشايخ الدعوة، وعلى رأسهم المهدي السنوسي.
وفي عام 1897 كلفه المهدي السنوسي بأن يكون شيخاً لبلدة تسمى زاوية القصور بمنطقة الجبل الأخضر، وقد حصل في تلك الفترة على لقب “سيدي” الذي لم يكن يحظى به إلا شيوخ الحركة السنوسية الكبار .
وقد عاش أيضاً لسنوات في السودان، التي كان فيها حضور قوي للحركة السنوسية، نائباً عن المهدي السنوسي حيث أقام في “قرو” غربي السودان، ثم عينه المهدي شيخاً لزاوية “عين كلك”.
ويذكر أنه أُطلق عليه منذ الرحلة إلى السودان لقب “أسد الصحراء” وتقول الرواية أنه دافع عن الذين كانوا معه في الرحلة ضد أسد هاجهم، فبدلاً من ترك جمل للأسد كي ينصرف عنهم، امتطى جواده وأطلق النار صوب الأسد وانطلق يطارده ثم عاد لهم برأسه.
وفي عام 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية التي كانت تحكم ليبيا ودخلت قواتها للأراضي الليبية، وفي عام 1912 أعلنت روما ليبيا مستعمرة إيطالية، ومنذ ذلك الوقت قاد أسد الصحراء، البالغ وقتها من العمر 53 عاماً، المقاومة الليبية ضد الإيطاليين لنحو 20 عاماً، أوقع خلالها خسائر فادحة بصفوف الإيطاليين.
وقد شهدت ليبيا عقب الاحتلال الإيطالي عدداً من المعارك الكبيرة بين المقاومة بقيادته والقوات الإيطالية، منها معركة درنة في مايو عام 1913 التي دامت يومين، وانتهت بمقتل 70 جندياً إيطالياً وإصابة نحو 400 آخرين، ومعركة بوشمال في أكتوبر عام 1913، والتي كان يتنقل خلالها بطلنا بين جبهات القتال ويقود المعارك، إلى أن وقع في الأسر واعدم في 16 سبتمبر 1931
إنه القائد والبطل الشهيد عمر المختار، من أقواله المشهورة قوله لقادة الاحتلال الإيطالي حينما طالبوه بالاستسلام والكف عن مقاومتهم: “نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت”.
وفي عام 1943 انتهى الاحتلال الإيطالي لليبيا.