بقلم عبير مدين
الذكريات الجميلة هي الحضن الحنون الذي نلجأ إليه حين تقسو علينا الحياة نبتسم ونقول كانت اجمل ايام العمر فهل كانت حقا هي اجمل ايام العمر ام مجرد وهم جعلنا منه ملجأ يهرب إليه الخيال من الازمات ؟
من وجهة نظري كل مرحلة من مراحل العمر بل كل يوم فيه تتقلب المواقف كفصول العام فيه ابتسامة وفيه دمعة وفيه لحظة تمر ببرود الثلج وفيه لحظات دافئة لا احد حياته تمر سعادة دائمة وقليل من كتب عليه الشقاء إن مقياس جمال الايام يرجع لذكريات وجود أشخاص بعينهم منحونا شيئا ربما نفتقده في تلك اللحظة التي نهرب فيها للذكريات قد يكونوا منحونا الحب، الحنان،الامان، علم، ….. او حتى قطعة حلوى. نفتقد هؤلاء الأشخاص بقوة إحتياجنا لهذه المنحة والحقيقة لو تدبرنا بحكمة وفكرنا بحيادية كل يوم فيه نوع من السعادة سوف تجعل منه يوما أجمل أيام العمر.
طفولتك بذكرياتها وحلمك أن تكبر أزمات شبابك ثم مشاكل أبناءك وحلمك أن تنتهي، الضجيج حولك ورغبتك في لحظة هدوء سوف تسترجعه يوما وتقول مبتسما اجمل ايام العمر… إننا نحتاج إلى تغيير نظرتنا للحياة نعم الذكريات مهمة يعرف قيمتها من فقد الذاكرة لكن أجمل أيام عمرك حين تجعل لنفسك هدف تسعى لتحقيقه أن تجعل أمنياتك كالبحر الممتد، أن تكون علاقتك بالله بلا حجاب من المعاصي والذنوب، أن تنجح في امتلاك قلوب الآخرين و احترامهم الحياة لن تتوقف إلا بتوقف آخر دقة في قلبك استمتع بكل لحظة من لحظات حياتك استمتع بمشاكلك والبحث عن حلول لها كما تستمتع بلحظاتك السعيده فقد تشتاق إليها يوما وانت تعاني من الفراغ اذا تركت فكرك و نشاطك للشيخوخة اذا تركت نفسك دون أن ترفع سقف طموحك.
اجمل ايام العمر لم تأتي بعد.