أثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر من القرن الثالث الي السابع هجري
(22)
دكتور/كمال الدين النعناعي
(مذهب التصوف بين الفقهين السني والشيعي)
المتتبع الحوادث التاريخية
للفقهين السني والشيعي يجد
لكل منهما دورا فاعلا قابلا للتأخي بينهما وقابلا للتحالف العضدبقدر يفوق النزاعات
و يفوق منعطفات التنافس بينهما…
ومما يلفت النظر في سيرة
الدولة الأيوبية في مصر إسناد موضوع التحولات المذهبية لأي من الفقهين الي أراء المشايخ والعلماء أنفسهم فلم يأت التحولات المذهبية الفقهية بقرارات سلطوية
وانما جاء بغلبة أراء المشايخ
وعلماء المذاهب…
ومنذ تولي صلاح الدين الايوبي مقاليد الحكم في مصر بعد اعلان انتهاء الخلافة الفاطمية في مصر سنة 567هجرية أنه أخذ
عقيدته علي ( الدليل) بواسطة البحث مع المشايخ من أهل العلم، واكابر الفقهاء
وهذا يعني ارجاع الٱمور الي
النظر العقلي…
ولذلك أنتقل دور التصوف السني في الحياة السياسية المصرية
من معارضة اسلوب الارغام الحاكم للأمور الداخلية.كما رأينا في العهد الطولوني
الي مناقشة ايدلوجيةمذهب الدولة الفاطمي الشيعي والتوافق علي احلال
الفقه السني رغم محاسن
العهد الفاطمي الشيعي
وذلك متواتر عن موقف ذلك
الصوفي المعارض المعروف
(بابن النابلسي) الذي قتل بسبب موقفه المذهبي وكان صوفيا سنيا ممتنعا عن تطبيق فقه المذهب
الشيعي ابان الفتح الفاطمي لمصر
ومع مفتتح عهد الدولة الأيوبية بقيادة صلاح الدين
بدأ عدد من علماء المذهب الفقهي السني عملية التحول
من العمل بالفقه الشيعي الي
العمل بالفقه السني منذ نشط ابرزهم المفكر السياسي
ابو بكر الطرطوشي المتوفي سنة 520 هجرية
وجاء في أعقابهم جماعة من المغاربة الصوفيين علي رأسهم (الشيخ القناوي)الذي استقر في محافظة قنا
توفي سنة 593 هجرية
و( الشيخ أبو الحجاج الأقصري) في الاقصر
توفي سنة619هجرية
كان صلاح الدين محبا للعلم
يستخير في أموره اماما من
الفقهاء ممن يوافق شروطه وهي ان يكون الإمام عالما بعلوم القرأن العظيم،
متقنا لحفظه..
ثم ٱنه كان يستقرئ في الليل
وهو يسمع
وان كان الإمام المختار شيخا ممن لايطرق أبواب الامراء
ولاأبواب السلاطين..
،ويتجافي عن مجالسهم
سعي السلطان اليه
وسمع عليه وتقرب منه
لذا استعان بهم جميعا
ولم يكن متشددا معهم،،،
ولا متوجسا منهم..
وقد أصابت سياسته النجاح
واستجاب له المتصوفة والناس أجمعين؟.
،ولقد أجتاز السلطان علي فتي صغير بين يدي أبيه
وهو يقرأ القرأن
فأستحسن قراءته
فقربه،
وجعل له قسطا من طعامه.
وكان الفرنج قد نزلوا بمكان يعرف ( ببيت نوبة) فورد في
سيرة صلاح الدين لابن شداد
ذكرهذا الموضع الذي نزله الفرنج؟
قال عنه المؤرخ بن شداد
بأنه قريب من (مدينةالقدس)
في فلسطين…