القناعة تصنع السعادة.
بقلم حامد راضي
بالرغم من اختلاف الناس في صفاتهم وسلوكهم فقد حدد الله رزق كل فرد منا وكتبه في كتاب منذ ولادته وحتي وفاته
وقد ربط الله الرزق بالرضا فإن رضينا بما كتبه الله لنا من ارزاق واقدار رضي الله عنا وبارك لنا في رزقنا
وعلي الرغم من علم الإنسان بأن الأرزاق بيد الله فكما قال صلى الله عليه وسلم لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت إلا أن معظم البشرية تتصارع وتتقاتل من أجل الحصول علي الثروات
وهذا إن دل يدل علي الطمع فبالطمع تخسر كل ما ملكت فالطمع دائما مربوط بالفقر فكم من قنوع غني وكم من طماع فقير
وان ضربنا أمثلة عن الحالة الاقتصادية لمعظم المجتمعات أن لم يكن كلها فسنجد الكل يشكو حاله خاصة في ظل الظروف المرضية التي تمر بها البلاد حاليا من انتشار الأوبئة والأمراض فالكل بتمني أن يرجع الزمن الي ما قبل جائحة كورونا علي الرغم من أن قبل الجائحة أيضا كان بعض الضعفاء النفسين والطماعين لا يرضيهم حالهم
وايضا في بعض المجتمعات التي تشكو من قلة الرزق والمال وزيادة البطالة الطماع فيها يتمني ولو الحصول علي قوت يومه وعندما يعطيه الله من نعيمه يتنمرد ليطلب المزيد
بدلا من أن يشكر ربه بأنه أعطاه فوق ما بتمني وهنا تبدأ مرحلة زوال النعمه التي يتنمرد عليها
ومن ناحية أخري العامل الذي يتوجه للبحث عن عمل يرضيه ويرزقه الله إياه بعد فترات ينظر إلي من يحصل علي اعلي منه في الراتب ليتنمرد علي اجره الذي هو في الأصل كان غير متوفر له وتبدأ مرحلة من الحقد والحسد طامعا في أجر اعلي
اما القنوع فهو انسان موكل أمره لله يرضي بما قسمه الله له فيعيش هادئا واثقا في عطف وحنان ربه عليه
وفي الحديث القدسي قال تعالى يابن ادم لي عليك فريضة ولك عليا رزق فإن خالفتني فريضتي لن اخالفك رزقك فان رضيت بما قسمته لك أرخت قلبك وان لم ترضي فوعزتي وجلالي لاسلطن عليك غضبي تجري كركض الوحوش في البرية ولن ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مزموما
سبحان الله الذي لم يربط الرزق بالعبادة فهو كريم علي عباده
ان كان الله يرزق الطير في العش فكيف لا يستطيع أن يرزقك وكيف لا ترضي وتكون قنوعا ليبارك لك في رزقك
فمن نظر إلي رزق من حوله اغتم وصار مهموما وشغل نفسه وفكره معترضا علي رزق ربه هذا الذي لن ينال إلا ما كتبه الله له وفي النهاية أيضا سيكون مزموما
فالقناعة كنز وغني والطمع فقر
وفي تحليل اخر لفضيلة الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه يقول إن طلبت من والدك أموالا واعطاك القليل فشكرته ورضيت به ولم تدخل معه في نقاش سيشعر والدك بالحرج لانه يعلم انك تريد المزيد فيزبدك هذا بالنسبة للوالد فما بالك برب الوالد ورب العباد
ومثلا الشركاء في العمل أن اتفقوا علي تأسيس شركة واتفقوا علي مباديء التاسيس بكل رضا وكل من الشركاء ساهم بنصيب قليل أو كثير المهم تراضي كل الأطراف وعندما جاء وقت المحاسبة يظهر القنوع من الطماع فالطماع الذي يختلف عن استلام نصيبه بحجة أنه ساهم أكثر أو مجهوده أكثر اول من ينهار قبل أن تنهار الشركة وسينتهي به الحال للخروج من الشركة خاسرا عملا يدخل عليه رزق لبيته وأسرته
كن قنوعا تعيش سعيدا وكن طماعا تعيش فقيرا