كتبت هاله هلال
كفر الشيخ
حبس 6 أشهر وغرامة تصل إلى 30 ألف جنيه.
عندما سمعت بهذه العقوبة ضد التنمر.
حضر لذهنى واقعة من زمن بعيد لطفلة صغيرة كانت تبلغ من العمر إحدى عشر عاما.
كانت طفلة مميزة بالهدوء والالتزام مما جعلها محببه لقلوب المدرسين في المرحلة الإبتدائية.
كانت محبه لفقرات الإذاعة المدرسية وتشارك إما بالمقدمة أو قراءة القرآن الكريم أو تقديم فقرة هل تعلم؟
بشكل يومى.
ولكن ما لا تعرفونه أن هذه الطفلة الصغيرة البريئة كان لديها مشكلة في مخارج الحروف.
كان لديها لدغة فى حرفي (ل-ر) وتنطقهما (ي) .
وهذا بالفعل مضحك للغاية. ولولا دعم المدرسين الدائم لها لكانت تلك اللدغة سبب في إحراج التلميذة الصغيرة.
إلى أن أتى يوم وقررت واحدة من زميلاتها التريقة عليها لإضحاك باقي الزملاء لتفقد التلميذة الصغيرة الثقة بنفسها.
ولكن سبحان من يعطى النقص بالجسد ويعوضه في العقل.
عندما وجدت التلميذة الصغيرة التنمر من الزميلة دون توقف .
ردت عليها بمنتهى الهدوء والثبات والعقل والرزانة.
قائلة:لو رديت عليكى هخليكى تعيطى .
جملة قالتها طفلة لإسكات من تتنمر عليها دون أن يكون لديها أى معلومة حقيقية تستطيع من خلالها أن تجرح أو تحرج تلك الزميلة المتنمرة.
ولكن حدثت المفاجأة وبكت المتنمرة جدا وأنهارت لأنها تخيلت أن الطفلة الصغيرة تعلم ما لديها من تفكك أسرى وإنفصال الأب عن الأم ورفض الأب لرؤية الطفلة للأم.
هذا ما روته عمة الطفلة المتنمرة لأهل الزميلة المتنمر عليها.
وهنا لابد من وقفة.. هل من يتنمر علينا هو شخص سوى أم لا ؟
من يتنمر على الآخر لديه بداخله عقدة أو نقص يسقطه على من حوله لينتقص من شأنهم حتي تتساوى الروس .
لأن بداخله وفي قرارة نفسه يشعر أن من أمامه هو أعلي منه فيحاول جذبه لأسفل.
و يشبع ما بداخله من سخط علي ظروفه.
كما يحتاج بصفة مستمرة لفريسة يقدمها لنار حقدة حتى تتغذى عليها .ويستمتع بعذاب الآخرين .
ومن يومها تعلمت الفتاة الصغيرة التي كانت تعانى من لدغه فى حرفى(ل – ر) أنه لا يوجد شخص بلا عيوب بلا مشاكل بلا نقص بلا جرح بلا وجع.
لا يوجد شخص كامل. كل منا لديه عيوبه وأحزانه ونقصه الخاص به.
كما يوجد لدى الجميع المميزات التي تميز كل شخص عن الآخر.
و تبقى الأخلاق هى الفيصل بيننا فى التعامل.
وسبحان من جعل الدين المعاملة.
أجعل قانونك هو الأخلاق فلا تتنمر.
وأجعل سلاحك الثقة بالنفس فلا يهزك من يتنمر عليك.
لا للتنمر.. نعم للثقة بالنفس