كتبت : فريدة الموجي
إياك أن تصدق بأنك كبرت ؛ فما جسدك إلا وعاء توضع فيه روحك،والروح لا تشيب ولا تشيخ …الروح من عالم آخر لا تُشبه عالمنا بشئ لا يعلم خباياها إلا خالقها .
فلا تحبس روحك في إطار عمرك وثق بالله في كل خطوة تخطوها ،وكن على يقين پأن عمر الإنسان بعطائاته فهناك من يشيخ في العشرين، وهناك من يظل شابا في الثمانين .
عمرك هو لحظات السعادة التي شعرت بها ، وكلما تقدم بك العمر تفتحت بصيرتك، وأصبحت ترى الأمور على نصابها كما كان من المفترض أن ترآها من قبل .
فلا تندم على ضحكات صافية ولا على عطايا نقية ولا أهداف كان من المفترض تحقيقها ولكن خذلك وقتك أو ظروفك أو جاءت الريح فبعثرت كل أشيائك فلا تدري حكمة الله في ذلك فربما بعثها الله لك ؛لتعيد ترتيب كل شئ بشكل أفضل.
قل الحمد لله واستمر في طريقك وإن سقط من عينيك شئ لا تنحني لإلتقاطه ،وإن اضطررت فلا تُطيل الأمر؛ بل اجمع قواك وأنهض من جديد؛ فأن تمشي أعرجا خيرا لك من أن تبقى في الأرض لِتُداس.
وثق تماما بأن قارب الحياة لا ينكسر على صخرة اليأس مادام هناك مجداف اسمه الثقة بالله.
الحياة موسوعة للتعلم وطريقها أعمق وتتطلب عكازا تتؤكا عليه إن شعرت بوهنك لذا؛ يجب عليك اختيار خليل قلبك بحكمة فليست كل القلوب بالقلوب تليق وهنيئا لك إن وجدت من يقبلك بذبولك وانطفائك وعتمتك.
فالمرء منا يعيش حياة واحدة فمن وجد في حياته ضالته التي يَنشدها في قلب صادق يحبه فليتهلل وجهه سرورا وليحرص عليه ،والسعادة منبعها الرضا وكل شئ قدره الله بمقدار ،فلا وردة تتفتح قبل وقتها،ولا شمس تشرق قبل حينها الذي لك سيأتيك في الوقت المُقدر لك؛ فلا تتعجل بأي أمر.
لا تقلد غيرك ولا تقارن حياتك بالآخرين، ولا تنتقد امرا ولا تحكم على أحد حتى تتبعه دربه، وإياك وخسارة ذاتك؛ فإن خسارة كل شئ من أجل ذاتك تعد انتصارا لا هزيمة ،ولتصرفاتك الله رقيبها ؛ فلا تبحث خلف ارضاء بشر فالعلاقات البشرية بعضها يستحق الترميم ،والبعض الآخر يستحق الهدم وإعادة البناء، والبعض نكتب عليه للبيع أما بيت الله فهو الأبقى ورضا الناس غاية لا تُدرك .
وبنى الإنسان يستطيع محو كل ماضيك الجميل مجرد خطأ واحد أما الله فيمحو كل ذنوبك مجرد عمل حسنة واحدة فأيهما أحق بالرضا ؟ !
الحياة واسعة جدا فلا تُضيقها على نفسك حينما تربط سعادتك بأشياء معينة.